فتعاهدوا ، وتواثقوا ، وأخذوا أسيافهم وسمّوها ، واتّعدوا لسبع عشرة من شهر رمضان ، أن يثب كلّ واحد منهم على صاحبه الذي توجّه له . ما جرى بين ابن ملجم وقطام في الكوفة وتعاونهما على قتل علىّ فأما ابن ملجم ، فإنّه دخل الكوفة ، ورأى امرأة يقال لها : قطام ، وكان علىّ قتل أباها وأخاها يوم النهر ، وكانت فائقة الجمال ، فالتبست بعقله ، ونسي حاجته التي جاء لها ، فخطبها ، فقالت [1] : - « لا أتزوّجك حتى تشترط إلىّ . » فقال : « ما شرطك ؟ » قالت : « ثلاثة آلاف ، وعبد ، وقينة [2] ، وقتل علىّ ! » قال : « هو لك ، وو الله ما وردت إلَّا لقتل علىّ . » قالت : « فأنا ألتمس لك من يساعدك على أمرك . » فطلبت له رجلا من قومها ، والتمس عبد الرحمان آخر ، فصاروا ثلاثة ، وأخذوا أسيافهم في الليلة [ 37 ] التي واعد عبد الرحمان بن ملجم أصحابه ، وجلسوا مقابلي السدّة التي يخرج منها علىّ للصلاة . فلما خرج ، ضربه ابن ملجم ، وأقرنه [3] ، وهرب ، وتصايح الناس ، فأخذ ابن ملجم ، وحمل إلى علىّ . فلما رآه ، قال : « أي عدوّ الله ! ألم أحسن إليك ؟ »
[1] . في الأصل : فقال ( بالتذكير ) وهو سهو من الكاتب . وفي مط : فقالت . [2] . القينة : الأمة ، صانعة أو غير صانعة ، وغلب على المغنّية . والقينة والمقيّنة : الماشطة التي تزيّن النساء . [3] . أقرنه : أقرنه ، وقرنه أي : ضربه على قرني رأسه ، وقرن الرجل : حدّ رأسه وجانبه . والعبارة في الطبري ( 6 : 3459 ) : وضربه ابن ملجم في قرنه بالسيف .