- « لا حكم إلَّا للَّه . » فقال علىّ : « لا حكم إلَّا للَّه . » فقال حرقوص : « فتب من خطيئتك ، وارجع عن قضيّتك ، واخرج بنا إلى عدوّنا نقاتلهم ، حتى نلقى ربنا . » فقال علىّ : « قد أردتكم على ذلك فعصيتموني . وقد كتبنا بيننا وبين القوم كتابا وشروطا ، وأعطينا عليها عهودنا ومواثيقنا ، وقد قال الله تعالى : وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتهم ، ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها ، وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ، إنّ الله يعلم ما تفعلون » [1] فقال له حرقوص : « ذلك ذنب ينبغي أن تتوب منه . » فقال علىّ : « ما هو ذنب ، ولكنّه عجز من الرأي ، وضعف في العقل ، وقد تقدّمت فنهيتكم عنه . » فقال له زرعة : « أما والله ، يا علىّ ، لئن لم تدع تحكيم الرجال في كتاب الله ، لأقاتلنّك . » فقال علىّ : « يوسى [2] لك ، ما أشقاك [ 25 ] كأنّى بك قتيلا تسفى عليك الريح . » قال : « وددت أن قد كان ذاك . » فخرجا من عنده يحكّمان . صياح أثناء خطبته ثم إنّ عليّا خطب ذات يوم . فإنّه لفي خطبته ، إذ صاح صائح من جانب المسجد : - « يا علىّ ، لا حكم إلَّا للَّه . »