- « لقد قاتلت هذه الراية ثلاثا مع رسول الله - صلى الله عليه - وهذه الرابعة ، ما هي بأبّر ولا أتقى . » قال : ورأيت عمارا جاء إلى هاشم بن عتبة ، وهو صاحب راية علىّ ، فقال : - « يا هاشم ، الجنة تحت ظلال السيوف ، اليوم ، ألقى الأحبة ، محمدا وحزبه . » فحملا ، ولم يرجعا . ولما قتل عمار ، قال علىّ لربيعة وهمدان : - « أنتم درعي ورمحي . » فانتدب له نحو من اثنى عشر ألفا ، وتقدّمهم علىّ على بغلته ، فحمل وحملوا معه ، حملة رجل واحد ، فلم يبق لأهل الشام صفّ إلَّا انتقض ، وقتلوا كلّ من انتهى إليه ، حتى بلغوا معاوية . علىّ يبارز معاوية ثم نادى علىّ معاوية : - « يا معاوية ، لم تقتل الناس بيننا ؟ هلمّ أحاكمك إلى الله ، فأيّنا قتل صاحبه استقامت له الأمور . » فقال له عمرو : - « أنصفك الرجل . » فقال معاوية : - « ما أنصفت ، وإنّك [ 5 ] لتعلم أنه لم يبارزه أحد قطَّ إلَّا قتله . » فقال عمرو : - « ما يجمل بك إلَّا مبارزته . » قال معاوية :