responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تجارب الأمم نویسنده : أحمد بن محمد مسكويه الرازي    جلد : 1  صفحه : 524


- « إنّ هؤلاء القوم ، والله ، لا يقاتلوننا [1] على إقامة دين رأونا ضيّعناه ، وإحياء حقّ رأونا أمتناه ، ولن يقاتلونا [2] إلَّا على هذه الدنيا ليكونوا جبابرة فيها ملوكا .
فلو ظهروا عليكم - ولا أراهم الله ذلك - لزموكم بمثل سعيد ، والوليد ، وعبد الله بن عامر السفيه الضالّ ، يجيز أحدهم في مجلسه بمثل ديته ودية أبيه وجدّه ، ثم يقول : « هذا لي ، ولا إثم علىّ » ! كأنّما أعطى تراثه عن أبيه وأمّه ! وإنما هو مال الله أفاءه الله علينا . فقاتلوا - عباد الله - القوم الظالمين الحاكمين بغير ما أنزل الله ، ولا تأخذكم في جهادهم لومة لائم ، فإنّهم من عرفتم وخبرتم . والله ما ازدادوا إلى يومهم هذا إلَّا شرّا . » ابن بديل ينتهى إلى قبة معاوية وقاتلهم عبد الله بن بديل في الميمنة حتى انتهى إلى قبّة معاوية . ثم إنّ الذين تبايعوا [ 585 ] على الموت ، أقبلوا إلى معاوية ، فأمرهم أن يصمدوا لابن بديل .
وبعث حبيب بن مسلمة في ميسرته ، فحمل بهم وبمن كان معه على ميمنة الناس ، فهزمهم ، وانكشف أهل العراق من قبل الميمنة حتى لم يبق منهم إلَّا ابن بديل في مائتين إلى الثلاثمائة من القرّاء قد أسند بعضهم على بعض ظهره ، وانجفل الناس .
فأمر علىّ سهل بن حنيف ، فاستقدم في من كان معه من أهل المدينة ، فاستقبلتهم جموع لأهل الشام عظيمة ، فاحتملتهم حتى ألحقتهم بالميمنة إلى موقف علىّ في القلب ، فمرّ علىّ ومعه بنوه نحو الميسرة .
قال [3] :
فواللَّه ، إنّى لأرى النبل يمرّ بين عاتقه ومنكبه ، وما من بنيه واحد إلَّا يقيه بنفسه ، فيتقدّم فيحول بين أهل الشام وبينه ، فيأخذه بيده إذا فعل ذلك فيلقيه بين



[1] . في الأصل : لا يقاتلونا .
[2] . في الأصل : لن يقاتلوننا .
[3] . والقول لزيد بن وهب الجهني نقله أبو مخنف . أنظر الطبري ( 6 : 3293 ) .

524

نام کتاب : تجارب الأمم نویسنده : أحمد بن محمد مسكويه الرازي    جلد : 1  صفحه : 524
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست