الشجر ، وبنى به ، واستخرج المعادن وبنى مدينتي بابل [1] والسوس [2] . وكان فاضلا سائسا محمودا ، ونزل الهند ، ثمّ تنقّل في البلاد ، وعقد التاج ، وجلس على السرير . وكان من حسن سياسته أن نفى أهل الفساد والدّعارة [3] من البلدان [ 8 ] إلى البراري ، وألجأهم إلى رؤوس الجبال وجزائر البحار ، وطهّر منهم الممالك ، واستخدم من كان يستصلحه منهم ، وسمّاهم الشياطين والعفاريت ، وقرّب أهل الصلاح وأحسن رعاية الأمور ، إلى أن انتهى ملكه إلى طهومرت [4] بعده . طهومرت وهو من ولد أوشهنج ، وبينهما عدّة آباء ، وسلك سيرة جدّه ، وتنقّل في البلدان ، وبنى الموضع الذي جدّده بعد ذلك سابور [5] من فارس ، ونزله ، وطلب الدعّار ونفى الشياطين أعنى الأشرار . وهو أول من كتب بالفارسية . وسلك سبيل جدّه ، فاستمرّ نظام الملك على حال واحدة من عموم الصلاح ، واستقامة أحوال الجند والرعية ، إلى أن ملك بعده جمّ شيذ [6] .
[1] . بابل : بالبابليه : Babilu أي : باب إيل ، أي : باب الله . بالأفستائية : Bavari . في نقش بيستون : Babirauv ( حب ) . [2] . في المصادر الفارسية القديمة : Shusha , Shusa , Susa ( حب ) . [3] . مط : الذعارة . [4] . كذا في الأصل ومط : طهومرت ، وهو تصحيف . وفي الأصول : طهمورت ، طهمورث . بالفهلويّة : Taxmurit ( ف ) . [5] . سابور : مدينة منها إلى شيراز خمسة وعشرون فرسخا ، كما هو اسم لكورة بفارس بها مدن أكبر من مدينة سابور ( يا ) . [6] . مط : جمشيد . في الأصول الأخرى : جمّ الشّيذ ، جمّ ، جمشاسب ، جمشيدون . بالأفستائية : Yima - Xsheata . بالفهلوية : Yimshet أي : جمّ المشرق ( ف ، حص ، لد ) .