- « يا قوم ! سيروا إلى أمير المؤمنين وسيد المسلمين ، وانفروا إليه أجمعين . » فقام القعقاع بن عمرو ، فقال : - « أيها الناس ! إنّى لكم ناصح وعليكم شفيق ، ولأقولنّ لكم قولا هو الحقّ ، إنّه لا بدّ لنا من إمارة تنظم الناس ، وتردع الظالم ، وتعزّ المظلوم ، وهذا علىّ ولى ما ولى ، وقد أنصف في الدعاء ، وإنما يدعو إلى الإصلاح ، فانفروا ، وكونوا من هذا الأمر بمرأى ومسمع . » ثم تكلَّم سيحان ، وقال مثل قول القعقاع ، وتكلَّم عدىّ بن حاتم في قومه لمّا بلغه كلام الحسن وجواب الناس وقال : - « قد بايعنا هذا الرجل ، ودعانا إلى أمر جميل ، ونحن سائرون . » وتكلَّم هند بن عمرو ، وحجر بن عدىّ ، والأشتر ، وقالوا مثل ذلك . وقال الحسن : - « أيها الناس ! إنّى غاد ، فمن شاء منكم أن يخرج معي على الظهر ، ومن شاء فليخرج في الماء . » فنفر معه تسعة آلاف رجل ، وروى أيضا أنهم كانوا اثنى عشر ألفا ، [ 538 ] وأخرج أبو موسى من القصر ، وشدّد عليه الأشتر . علىّ يرسل القعقاع إلى أهل البصرة فلمّا وردوا على علىّ ذا قار ، تلقّاهم علىّ ، فرحّب بهم ، وأثنى عليهم . ثم دعا القعقاع بن عمرو ، فأرسله إلى أهل البصرة ، وقال : - « الق هذين الرجلين ، فادعهما إلى الألفة والجماعة ، وعظَّم عليهما الفرقة . » ووصاه بما أراد . ثم قال له : « كيف أنت صانع في ما جاءك منهم مما ليس عندك وصاة منّى ؟ »