علىّ يفرّق عمّاله على الأمصار وفرّق علىّ - عليه السلام - عمّاله في سنة ست وثلاثين . فبعث عثمان بن حنيف على البصرة ، وعمارة بن شهاب على الكوفة ، وعبيد الله بن عباس على اليمن ، وقيس بن سعد على مصر ، وسهل بن حنيف على الشام . فأما سهل ، فإنّه خرج حتى إذا كان بتبوك لقيته خيل . فقالوا : « من أنت ؟ » قال : « أمير [1] على الشام . » فردّوه ، ولم يدعوه يتجاوزها . وأما قيس بن سعد ، فإنّه لما انتهى إلى أيلة ، لقيته خيل . » فقالوا : « من أنت ؟ » فقال : « من فالَّة عثمان ، أطلب من آوى إليه ، وأنتصر به . » قالوا : « فمن أنت ؟ » قال : « قيس بن سعد . » قالوا : « امض . » فدخل مصر فافترق الناس : فبعضهم دخل في الجماعة وكانوا معه ، وفرقة اعتزلت وقالت : - « إن قتل قتلة عثمان [ فنحن معكم ] [2] ، وإلَّا فنحن على جديلتنا . » وأمّا عثمان بن حنيف ، فإنّه سار ، ولم يردّه أحد عن دخول البصرة ، ولم يوجد لابن عامر في ذلك رأى ولا تدبير ، [ 516 ] وافترق الناس بالبصرة كما افترقوا بمصر .
[1] . ويضيف الطبري هنا : قالوا : على أىّ شيء ؟ قال : . . . ( 6 : 3087 ) . [2] . تكملة أوردناها عن الطبري 6 : 3088 .