فرضوا ، وأقبلوا معه حتى خطب عثمان ، وقال : « ألا من كان له زرع فليلحق بزرعه ، ومن كان له ضرع فليحلب ، ألا ! إنّه لا مال لكم عندنا ، إنما هذا المال لمن قاتل عليه ، ولهؤلاء الشيوخ من أصحاب محمد ، صلَّى الله عليه . » فغضب الناس وقالوا : - « هذا مكر بنى أميّة . » راكب له شأن ورجع وفد المصريين راضين ، فبيناهم في الطريق إذا هم براكب يتعرّض ، فمرّة يرونه ، ومرّة يغيب عنهم ، فقالوا : « إنّ لهذا الرجل لشأنا . » فأخذوه ، وقرّروه ، فقال : « أنا رسول أمير المؤمنين إلى عامله بمصر . » ففتشوه فإذا هم بكتاب [ 493 ] على لسان عثمان ، عليه خاتمه ، إلى عامله بمصر ، قد جعل في إداوة [ يابسة ] [1] يأمر بأن يقتلهم ، أو يقطع أيديهم وأرجلهم ، أو يصلبهم . فأقبلوا حتى قدموا المدينة ، فأتوا عليّا ، فقالوا : - « ألم تر إلى عدوّ الله ! إنّه كتب فينا بكذا وكذا ، بعد الميثاق الذي بيننا وبينه ، وإنّ الله قد أحلّ لنا دمه ، قم معنا إليه . » قال : « والله لا أقوم معكم ! » قالوا : « فلم كتبت إلينا ؟ » قال : « والله ما كتبت إليكم كتابا قطَّ . » فنظر بعضهم إلى بعض ، ثم قال بعضهم لبعض :