فقال : « ما تريد يا قعقاع ، ألك علينا في أن نستعفى سبيل ؟ » قال : « وهل إلَّا ذاك ؟ » قال : « لا . » وإنما قال ذلك لما لم يتمّ له جميع ما يريد - فقال له [ 478 ] القعقاع : - « فأمسك عن الكلام واستعف كيف شئت . » كثر الناس على عثمان وكلَّموا عليّا فيه فلما كانت سنة أربع وثلاثين كتب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه - بعضهم إلى بعض أن : « اقدموا ، فإن كنتم تريدون الجهاد فعندنا الجهاد . » وكثر الناس على عثمان ونالوا منه أقبح ما نيل من أحد ، وأصحاب رسول الله يرون ويسمعون ، ليس منهم أحد يذبّ ولا ينهى . فاجتمع الناس فكلَّموا علىّ بن أبي طالب ، عليه السلام . فدخل علىّ على عثمان فقال : - « إنّ الناس ورائي ، وقد كلَّمونى فيك ، وو الله ما أدرى ما أقول لك ، وما أعرف شيئا تجهله ، ولا أدلَّك على أمر لا تعرفه ، إنّك لتعلم ما نعلم ، ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه ، ولا خلونا بشيء فنبلَّغكه وما خصصنا بأمر دونك . قد رأيت وسمعت وصحبت رسول الله - صلى الله عليه - ونلت صهره ، وما ابن أبي قحافة بأولى بعمل الحقّ منك ، ولا ابن الخطَّاب بأولى بشيء من الخير منك وأنت أقرب إلى رسول الله ، صلى الله عليه ، رحما . فاللَّه الله في نفسك . فإنّك والله ما تبصّر من عمى ولا تعلَّم من جهل ، [ 479 ] وإنّ الطريق لواضح بيّن ، وإنّ أعلام الدين لقائمة . تعلم يا عثمان ، أنّ أفضل عباد الله عند الله إمام عادل هدى وهدى ، واستقام وأقام سنّة معلومة ، وأمات بدعة