فلم يجد عند أحد ما يشفيه ويبصر به مما [1] يقولون ، إلَّا ما كان من الأحنف فإنّه قال : - « يا أمير المؤمنين ، أخبرك أنّك نهيتنا عن الإنسياح [2] في البلاد ، وأمرتنا بالاقتصار على ما في أيدينا ، وأنّ ملك فارس حىّ بين أظهرهم ، وأنّهم لا يزالون يساجلوننا ما دام ملكهم فيهم ، ولم يجتمع ملكان حتى يفنى أحدهما صاحبه . وقد رأيت أنّا لم نأخذ شيئا بعد شيء إلَّا بانبعاثهم مرّة بعد مرّة ، وأنّ ملكهم هو الذي يبعثهم . ولا يزالون هذا دأبهم حتى تأذن لنا فنسيح [3] في بلادهم ، حتى نزيله عن بلادهم ، ونخرجه من مملكته وعزّ أمّته [4] ، فهناك ينقطع رجاء أهل فارس ويضربوا [5] جأشا . » فقال عمر : « صدقتني والله ، وشرحت لي الأمر عن حقّه . » فكان هذا سبب إذنه لهم في الإنسياح . يزدجرد يمضى إلى إصطخر وسياه يشترط للإسلام ومضى يزدجرد بمشورة الموبذ إلى إصطخر فينزلها ، لأنّها دار المملكة [ 412 ] ويوجّه الجنود . فلمّا بلغ إصبهان أقام أياما وقدم سياه لينتخب من كلّ بلدة مرّ بها
[1] . مط : « ينصر ما يقولون » . في الأصل : « وينصر به ما يقولون » وكلاهما تحريف ، فأثبتنا العبارة حسب الطبري : « ويبصر به مما يقولون » ( 5 : 2560 ) . [2] . مط : الانسباح . [3] . وفي الطبري : فلنسح ( 5 : 2561 ) . مط : فنسبح . ونقطتا الياء مطموستان في الأصل . [4] . كذا في الطبري أيضا . وفي حواشيه : « وعرامته » ، « وعن أمته » ( 5 : 2561 ) . [5] . في الأصل : « يضربوا » وهو خطأ . وأضرب جأشا لأمر كذا : وطَّن نفسه عليه ( مد ) .