فيه : « إنّ الملك كان قد أمرني بمقاربة ملك الروم وأن أختدعه وأخلَّى له الطريق ، فيأخذه الملك من أمامه ، وآخذه أنا من خلفه وقد فعلت ذلك ، فرأى الملك في إعلامى وقت خروجه إليه . » فأخذ ملك الروم الرسول وقرأ الكتاب وقال : - « قد عجبت أن يكون هذا الفارسي أدهن [1] على كسرى . » ووافاه أبرويز في من أمكنه من جنده ، فوجد ملك الروم قد ولَّى هاربا ، فاتّبعه يقتل ويأسر من أدرك ، وبلغ صاحب كسرى هزيمة الروم ، فأحبّ أن يجلَّى نفسه ويستر ذنبه لما فاته ما دبّر ، فخرج خلف الروم الهاربين ، فلم يسلم منهم إلَّا القليل [2] . ذكر سبب هلاك أبرويز وقتله كان سبب هلاك أبرويز وقتله تجبّره ، واحتقاره العظماء ، وعتوّه . وذاك أنّه استخفّ بما لا يستخفّ به الملك الحازم . [ 262 ] وكان قد جمع من المال ما لم يجمعه أحد من الملوك ، وبلغت خيله قسطنطينية وإفريقية ، وكانت له اثنتا عشرة ألف امرأة وجارية ، وألف فيل إلَّا فيل واحد ، وخمسون ألف دابّة ، ومن الجواهر ، والآلات والأوانى ما يليق بذلك . وأمر أن يحصى ما اجتبى من خراج بلاده وسائر أبواب المال سنة ثماني عشرة من ملكه . فرفع إليه : أنّ الذي اجتبى في تلك السنة من الخراج وسائر الأبواب ستمائة ألف ألف [ 000 بن 000 بن 600 ] درهم . وأمر فحوّل إلى بيت مال بنى بمدينة طيسبون ، من ضرب فيروز بن يزدجرد وقباذ بن
[1] . أدهن : أظهر خلاف ما أضمر ، أو خدع وغشّ . أدهن عليه : أبقى . أدهن فلانا : داراه ولاينه . [2] . إنّ ما ذكره مسكويه تحت عنوان « حيلة لأبرويز » لم نعثر على ذكر له عند كلّ من الطبري ، والمسعودي ، والدينوري ، والثعالبي ، وابن الأثير .