responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تجارب الأمم نویسنده : أحمد بن محمد مسكويه الرازي    جلد : 1  صفحه : 232


زيد بن عدىّ يخلف أباه عند كسرى وندم النعمان على قتل عدىّ ندامة شديدة ، واجترأ أعداء عدىّ على النعمان ، وهابهم النعمان هيبة شديدة ، فخرج النعمان في بعض صيده ذات يوم ، فلقى ابنا لعدىّ يقال له : زيد . فلمّا رآه عرف شبهه ، فقال :
- « من أنت ؟ » فقال : « أنا زيد بن عدىّ بن زيد . » فكلَّمه ، فإذا [ 246 ] غلام ظريف ، ففرح به فرحا شديدا ، وقرّبه ، واعتذر إليه من أمر أبيه ، ثمّ جهّزه وكتب إلى كسرى :
« إنّ عديّا كان ممّن أعين به الملك في نصحه ولبّه ، فأصابه ما لا بدّ منه وانقضت مدّته وانقطع أجله ، ولم يصب به أحد أشدّ من مصيبتي ، وأمّا الملك فلم يكن ليفقد رجلا من عبيده إلَّا جعل الله له منه خلفا لما عظم الله من ملكه وشأنه ، وقد أدرك له ابن ليس دونه وقد سرّحته إلى الملك . فإن رأى أن يجعله مكان أبيه ويصرف عمّه إلى عمل آخر فعل . » فكان هو الذي يلي ما يكتب إلى أرض العرب وخاصّة الملك ، وكانت له من العرب وظيفة في كلّ سنة من الأفراس المهارة [1] ، ومن الكمأة الرطبة واليابسة ، والأقط [2] ، والأدم ، وسائر تجارات العرب . وكذلك كان عدىّ بن زيد له هذه الرسوم .
فلمّا وقع عند الملك هذا الموقع سأل عن النعمان ، فأحسن الثناء عليه ، فمكث سنوات بمنزلة أبيه ، وأعجب به كسرى وكان يكثر الدخول إليه .



[1] . المهارة : جمع المهر : ولد الفرس .
[2] . الأقط : الجبن .

232

نام کتاب : تجارب الأمم نویسنده : أحمد بن محمد مسكويه الرازي    جلد : 1  صفحه : 232
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست