ذلك علينا ، كان الحمل على خواصّنا وخدمنا ، أحبّ إلينا من أن نحمل على ضعفاء الناس ومساكينهم وأهل الفاقة والحاجة منهم . وعلمنا أنّ أولئك الضعفاء لا يقدرون على ظلم من حولنا [ 198 ] وعلمنا مع ذلك أنّ [ الذين ] [1] أعدينا [2] عليهم من خاصّتنا يرجعون من نعمتنا وكرامتنا إلى ما لا يرجع إليه أولئك الضغفاء . ولعمري ، إنّ أحبّ خواصّنا إلينا ، وأبرّ خدمنا في أنفسنا ، الذين يحفظون سيرتنا في الرعيّة ، ويرحمون أهل الفاقة والمسكنة ، وينصفونهم ، فإنّه قد ظلمنا من ظلمهم ، وجار علينا من جار عليهم ، وأراد تعطيل ذمّتنا التي هي حرزهم وملجأهم . » قال : ما كتبه إلينا أربعة أصناف من ترك الخزر « ثم كتب إلينا على رأس سبع وثلاثين سنة من ملكنا أربعة أصناف من الترك من ناحية الخزر ، ولكلّ صنف منهم ملك ، يذكرون ما دخل عليهم من الحاجة ، وما لهم من الحظَّ في عبودتنا ، وسألوا أن نأذن لهم في القدوم بأصحابهم لخدمتنا والعمل بما نأمرهم به ، ولا نحقد عليهم ما سلف منهم قبل ملكنا ، وأن ننزلهم منزلة سائر عبيدنا ، فإنّا سنرى في كلّ ما نأمرهم به من قتال وغيره ، كأفضل ما نرى من أهل نصيحتنا . « فرأيت في قبولي إيّاهم عدّة منافع ، منها : [ 199 ] جلدهم وبأسهم ، ومنها : أنّى تخوّفت أن تحملهم الحاجة على إتيان قيصر أو
[1] . في الأصل ومط : الذي . [2] . أعدينا عليهم : ظلمناهم .