responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تجارب الأمم نویسنده : أحمد بن محمد مسكويه الرازي    جلد : 1  صفحه : 153


بقي من جنده ، واحتوى لليانوس على مدينة طيسبون محلَّة سابور ، وظفر ببيوت أمواله وخزائنه فيها . ثم اجتمع إلى سابور من آفاق بلاده جنوده ، وحارب لليانوس ، واستنقذ منه طيسبون ، واختلفت الرّسل بينه وبين لليانوس .
سوء تحفّظ لليانوس فكان من سوء تحفّظ لليانوس في تلك الحال واسترساله : [ 139 ] أن كان يوما جالسا في حجرة من فسطاطه ، والرسل تختلف بينه وبين سابور ، فجاءه سهم غرب فأصاب مقتله من فؤاده ، فسقط ومات ، وأسقط [1] في روع جنده وهالهم ما نزل به ، ويئسوا من التقصّى في بلاد فارس ، فصاروا نشرا لا ملك عليهم . فطلبوا إلى يوسانوس أن يتولَّى الملك لهم ليملَّكوه عليهم . فأبى ذلك ، وألحّوا عليه ، فأعلمهم أنّه على ملَّة النصرانية ، وأنّه لا يلي قوما هم له مخالفون في دينه .
فأخبرتهم الروم أنّهم على ملَّته ، وأنّهم كتموها مخافة لليانوس . فأجابهم حينئذ ، فلمّا ملَّكوه [2] أظهروا النصرانية .
ثم إنّ سابور لما علم بهلاك لليانوس ، أرسل إلى قوّاد جنوده الروم يقول :
- « إنّ الله قد أمكننا منكم ، وأدالنا عليكم ، ونرجو أن تهلكوا ببلادنا جوعا من غير أن نهزّ لقتالكم سيفا ، أو نشرع له رمحا ، فسرّحوا إلينا رئيسا إن كنتم رأستموه عليكم . » فعزم يوسانوس على إتيان سابور لما كان بينه وبينه ، لما أنذره ومن عليه . فلم يتابعه أحد [ 140 ] من قوّاد جنده . فاستبدّ برأيه ، وجاء إلى سابور في ثمانين رجلا من أشراف من كان في عسكره وجنده ، وعليه تاجه . فبلغ سابور مجيئه إليه ، فتلقّاه ، وتساجدا ، فعانقه سابور شكرا لما كان منه في أمره ، وطعم عنده



[1] . أسقط في روعهم : فزعوا ، خافوا .
[2] . في الأصل ومط : ملَّكوا بدون « ه » .

153

نام کتاب : تجارب الأمم نویسنده : أحمد بن محمد مسكويه الرازي    جلد : 1  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست