نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 93
قدمناه . قال السهيلي : وكانت الفيلة ثلاثة عشر فيلاً فهلكت كلها إلا محموداً وهو فيل النجاشي من أجل أنه أبى من التوجه إلى الحرم . قال : وقال ابن عباس : كان أصغر الحجارة كرأس الإنسان وكبارها كالإبل ، وكانت قصة الفيل في أول المحرم من سنة اثنين وثمانين وثمانمائة من تاريخ ذي القرنين . وقوله : " فضربوا رأسه بالطبرزين " بفتح الباء هذا هو الأصل كما ذكره البكري في المعجم والطبر هو الفأس ، وقد تسكن الباء ؛ لأن العرب تتلاعب بالأسماء الأعجمية تلاعباً ولا تقرها على حال قاله ابن جنى . وروى يونس عن ابن إسحاق : أن الفيل ربض فجعلوا يقسمون بالله أنهم رادوه إلى اليمن فيحرك لهم أذنيه كأنه يأخذ عليهم بذلك عهداً ، فإذا أقسموا له قام يهرول فيردونه إلى مكة فيربض ، فيحلفون له فيحرك لهم أذنيه كالمؤكد عليهم القسم ففعلوا ذلك مراراً ، وفي رواية : أنهم استشعروا العذاب في ليلة ذلك اليوم ؛ لأنهم نظروا إلى النجوم كالحة إليهم تكاد تكلمهم من اقترابها منهم ففزعوا لذلك . قال المرجاني في " بهجة النفوس " : وأقبلت الطير من ناحية البحر يوم الاثنين . قال القرطبي في تفسيره : قال علماؤنا : كانت قصة الفيل فيما بعد من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان قبله . قال : وقال أبو صالح : ورأيت في بيت أم هانئ بنت أبي طالب نحواً من قفيزين من تلك الحجارة سوداء مخططة بحمرة . فإن قيل : كيف منع أصحاب الفيل من الكعبة قبل مصيرها قبلة ومنسكاً ، ولم يمنع الحجاج من هدمها وقد صارت قبلة ومنسكاً حين أحرقها ونصب المنجنيق عليها ؟ ! فالجواب : إن فعل الحجاج كان بعد استقرار الدين فاستغنى عن آيات تأسيسه ، وأصحاب الفيل كانوا قبل ظهور النبوة فجعل المنع منها آية لتأسيس النبوة ومجئ الرسالة ، وأجاب الزمخشري عنه : بأن الحجاج ما قصد التسليط على البيت وإنما تحصن به ابن الزبير فاحتال لإخراجه ثم بناه ، ولما قصد التسليط عليه أبرهة فعل به ما فعل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنذر بهدمها ، فصار الهدم آية بعد ما كان المنع آية ، وقد عاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم في
93
نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 93