نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 82
فخرج إليه رجل من أشراف اليمن من ملوك حمير يقال له : ذو نفر ، فدعا قومه ومن أجابه من سائر العرب إلى حرب أبرهة ومجاهدته عن بيت الله وما يريد من هدمه وإخرابه فأجابوه إلى ذلك ، ثم عرض له فقاتله فهزم ذو نفر وأتى به أسيراً فلما أراد قتله ، قال له ذو نفر : أيها الملك لا تقتلني فعسى أن يكون مقامي معك خيراً لك من قتلي ، فتركه من القتل وحبسه عنده في وثاق ، وكان أبرهة رجلاً حليماً ورعاً ذا دين في النصرانية ، ومضى أبرهة على وجهه ذلك يريد ما خرج إليه ، حتى إذا كان في أرض خثعم عرض له نفيل بن حبيب الخثعمي في قبائل من خثعم ومن اتبعه من قبائل العرب فقاتله ، فهزمه أبرهة وأخذ له نفيل أسيراً فأتى به ، فقال له نفيل : أيها الملك لا تقتلني فإني دليلك بأرض العرب ، فهاتان يداي على قبائل خثعم بالسمع والطاعة فأعفاه وخلى سبيله وسار معه حتى إذا مر بالطائف خرج إليه مسعود بن مغيث في رجال ثقيف ، فقال : أيها الملك إنما نحن عبيدك سامعون لك مطيعون وليس عندنا لك خلاف وليس بيتنا هذا البيت الذي تريد يعنون اللات ، إنما تريد البيت الذي بمكة ونحن نبعث معك من يدلك عليه . فتجاوز عنهم وبعثوا معه أبا رغال مولى لهم يدله على مكة ، فخرج أبرهة ومعه أبو رغال حتى أنزلهم " بالمغمس " بفتح الميم الثانية وتشديدها وقيل : بكسرها فلما أنزله به مات أبو رغال هنالك فرجمت قبره العرب ، وهو قبره الذي يرجم بالمغمّس وهو الذي يقول فيه جرير بن الحطنا : إذا مات الفرزدق فارجموه * كرجم الناس قبر أبي رغال قال السهيلي : وروي أيضاً أن أبا رغال من ثمود ، وأنه كان بالحرم حين أصاب قومه الصيحة ، فلما خرج من الحرم أصابه من الهلاك ما أصاب قومه فدفن هناك ، ودفن معه غصنان من ذهب ، وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بالقبر وأمر باستخراج الغصنين منه فاستخرجا . انتهى .
82
نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 82