responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي    جلد : 1  صفحه : 318


واستغفر لهم ، ثم أمر بسد الأبواب في المسجد إلا باب أبي بكر .
قالت عائشة رضي الله عنها : اضطجع في حجري فدخل عبد الرحمن بن أبي بكر في يده سواك أخضر ، قالت : فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده نظراً عرفت أنه يريده ، قالت : فقلت : يا رسول الله أتحب أن أعطيك هذا السواك ؟ قال : نعم ، قالت : فأخذته فمضغته له حتى لينته ثم أعطيته إياه ، قالت : فاستن به كأشد ما رأيته استن بسواك قط ثم وضعه ، ووجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يثقل في حجري فذهبت أنظر في وجهه فإذا بصره قد شخص ، وهو يقول : بل الرفيق الأعلى في الجنة ، فقلت : خيّرت فاخترت والذي بعثك بالحق . وروى ابن أبي مليكة قال : لما كان يوم الاثنين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عاصباً رأسه إلى صلاة الصبح ، وأبو بكر يصلي بالناس فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرج الناس ، فعرف أبو بكر أن الناس لم يصنعوا ذلك إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنكص عن مصلاه ، فدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظهره وقال : صلّ بالناس ، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنبه فصلى قاعداً عن يمين أبي بكر ، فلما فرغ من صلاته أقبل على الناس رافعاً صوته حتى خرج صوته من باب المسجد يقول : " يا أيها الناس سعرت النار وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ، إني والله ما تمسكون علي بشيء ، إني لم أحل إلا ما أحل القرآن ، ولم أحرم إلا ما حرم القرآن " . فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من كلامه ، قال له أبو بكر : يا نبي الله أراك قد أصبحت بنعمة الله وفضله كما تحب ، واليوم يوم ابنة خارجة ، أفآتيها ؟ قال : نعم ، ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج أبو بكر إلى أهله بالسنح ، وخرج علي رضي الله عنه من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال المسلمون : يا أبا الحسن كيف أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أصبح بحمد الله بارئاً ، قال : فأخذ العباس بيده ثم قال : يا علي أنت والله عبد العصا بعد ثلاث ، أحلف بالله لقد عرفت الموت في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كنت أعرفه في وجوه بني عبد المطلب ، فانطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كان هذا الأمر فينا عرفناه ، وإن كان في غيرنا أمرناه فأوصى بنا الناس ، فقال : والله لا أفعل ، والله لئن منعناه لا يؤتينا بعده أحد ، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اشتد الضحى من ذلك اليوم . قيل : إن الصلاة الني صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس عن يمين أبي بكر صلاة

318

نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي    جلد : 1  صفحه : 318
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست