نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 267
النجار كان فيه نخل وقبور المشركين وخرب ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالنخيل فقطع وبقبور المشركين فنبشت وبالخرب فسويت ، قال : فصفوا النخل قبلة له وجعلوا عضادتيه حجارة ، وطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل معهم اللبن في بنيانه ، وبنى صلى الله عليه وسلم مسجده مربعاً وجعل قبلته إلى بيت المسجد ، وطوله سبعون ذراعاً في عرض شبر أو أزيد ، وجعل له ثلاثة أبواب وجعلوا ساريتي المسجد من الحجارة وبنوا باقيه من اللبن ، وفي الصحيحين : كان جدار المسجد ما كادت الشاة تجوزه . وعن عائشة رضي الله عنها : كان طول جدار المسجد بسطة ، وكان عرض الحائط لبنة لبنة ، ثم إن المسلمين كثروا فبنوه لبنة ونصفاً ، ثم قالوا : يا رسول الله لو أمرت بالمسجد فظلل ، قال : نعم ، فأقيم له سوار من جذوع النخل شقة شقة ثم طرحت عليها العوارض والخصف والإذخر ، وجعل وسطه رحبة فأصابتهم الأمطار فجعل المسجد يكف بهم ، فقالوا : يا رسول الله لو أمرت بالمسجد فطين ، فقال لهم : " عريش كعريش موسى ثمام وخشيبات يعم فيعمل والأمر أعجل من ذلك " ، فلم يزل كذلك حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويقال : إن عريش موسى عليه السلام كان إذا قام به أصاب رأسه السقف . قال أهل السير : وبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده مرتين ، بناه حين قدم أقل من مائة في مائة ، فلما فتح الله تعالى عليه خيبر بناه فزاد في الدور مثله .
267
نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 267