responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي    جلد : 1  صفحه : 200


الناس فيهما نهاره ثم يأتيهما إذا أمسى بما يكون في ذلك اليوم من الخبر وأمر عامر ابن فهيرة مولاه أن يرعى غنمه نهاره ثم يريحها عليهما إذا أمسى في الغار وكانت أسماء بنت أبي بكر تأتيهما من الطعام بما يصلبهما فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار ثلاثاً ومعه أبو بكر وجعلت قريش فيه حين فقدوه مائة ناقة لمن رده عليهم وكان عبد الله بن أبي بكر يكون في قريش ومعهم يتسمع ما يقولون في شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر ثم يأتيهما إذا أمسى ويخبرهما الخبر وكان عامر ابن فهيرة مولى أبي بكر يرعى في رعيان أهل مكة فإذا أمسى أراح عليهما غنم أبي بكر فاحتلبا وذبحا فإذا غدا عبد الله بن أبي بكر من عندهما إلى مكة اتبع عامر ابن فهيرة أثره بالغنم حتى يعمى عليهم حتى إذا مضت الثلاث وسكن عنهم الناس أتاهما صاحبهما الذي استأجراه بعيرهما وأتتهما أسماء بنت أبي بكر بسفرتهما وارتجلا الحديث بطوله ، وفي رواية : لما دخلا غار ثور أمر الله العنكبوت فنسجت على بابه والراءة فنبتت وحمامتين وحشيتين فغشيتا على بابه فأقاما في الغار بضعة عشر يوماً ثم خرج منه ليلة الاثنين لأربع ليال خلون من شهر ربيع الأول على ناقته الجذعاء .
قالت أسماء : فمكثنا ثلاثاً لا ندري أين وجه النبي صلى الله عليه وسلم حتى أنشد رجل من الجن من أسفل مكة أبياتاً من الشعر وأن الناس يتبعونه يسمعون صوته وما يرونه حتى خرج من أعلى مكة .
ويروى أن أبا بكر لما خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم متوجهاً إلى الغار جعل يمشي طوراً أمامه وطوراً خلفه وطوراً عن يمينه وطوراً عن شماله قال : " ما هذا يا أبا بكر ؟ " قال : يا رسول الله بأبي أنت وأمي أذكر الرصد فأحب أن أكون أمامك وأتخوف الطلب فأحب أن أكون خلفك وأحفظ الطريق يميناً وشمالاً فقال : " لا بأس عليك يا أبا بكر إن الله معنا " قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مخصر القدم يطأ بجميع قدمه الأرض وكان حافياً فحفى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمل رسول الله أبو بكر على كاهله حتى انتهى إلى الغار فلما وضعه ذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليدخل فقال أبو بكر : والذي بعثك بالحق لا تدخل حتى أدخل فأسبره قبلك فدخل رضي الله عنه فجعل يلتمس بيده في ظلمة الليل الغار مخافة أن يكون فيه شيء يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما لم ير شيئاً دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانا فيه ، فلما

200

نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي    جلد : 1  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست