responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي    جلد : 1  صفحه : 109


وكان الركن قد تصدع من الحريق ثلاث فرق فانشظت منه شظية كانت عند بعض آل شيبة بعد ذلك بدهر طويل ، فشده ابن الزبير بالفضة إلا تلك الشظية من أعلاه ، موضعها بيّن في أعلى الركن ، طول الركن ذراعان قد أخذ عرض جدار الكعبة ومؤخر الركن داخله في الجدر مضرس على ثلاثة رؤوس . قال ابن جريج : فسمعت من يصف لون مؤخره الذي في الجدر قال بعضهم : هو مورد . وقال بعضهم : هو أبيض كالفضة .
وكانت الكعبة يوم هدمها ابن الزبير ثمانية عشر ذراعاً في السماء ، فلما أن بلغ ابن الزبير بالبناء ثمانية عشر ذراعاً وجبرت بحال الزيادة التي زاد من الحجر فيها ، واستسمج ذلك إذا صارت عريضة لا طول لها فقال : قد كانت قبل قريش تسعة أذرع حتى زادت قريش فيها تسعة أذرع طولاً في السماء ، فأنا أزيد فيها تسعة أذرع أخرى ، فبناها سبعة وعشرين ذراعاً في أسماء ، وهي سبعة وعشرون مدماكاً وعرض جدارها ذراعان ، وجعل فيها ثلاث دعائم ، وكانت قريش في الجاهلية جعلت فيها ست دعائم ، وأرسل ابن الزبير إلى صنعاء فأتى من رخام بها يقال له : البلق فجعله في الروازن التي في سقفها للضوء ، وكان باب الكعبة قبل بناء ابن الزبير مصراعاً واحداً ، فجعل لها ابن الزبير مصراعين ، طولهما أحد عشر ذراعاً من الأرض إلى منتهى أعلاه اليوم ، وجعل الباب الآخر الذي في ظهرها بإزائه على الشاذروان الذي على الأساس مثله ، وجعل ميزابها يسكب في الحجر ، وجعل لها درجة في بطنها في الركن الشامي من خشب منفرجة يصعد فيها إلى ظهرها .
فلما فرغ ابن الزبير من بناء الكعبة جعلها من داخلها وخارجها من أعلاها إلى أسفلها وكساها القباطي ، وقال : من كانت لي عليه طاعة فليخرج فليعتمر من التنعيم ، فمن قدر وأن ينحر بدنه فليفعل ، ومن لم يقدر فليذبح شاة ، ومن لم يقدر فليتصدق بقدر طوله ، وخرج ماشياً وخرج الناس معه مشاة حتى اعتمروا من التنعيم شكراً لله سبحانه ، ولم ير يوم كان أكثر عتيقاً ولا أكثر بدنة منحورة ولا شاة مذبوحة ولا صدقة من ذلك اليوم ، ونحر ابن الزبير مائة بدنة ، فلما طاف بالكعبة استلم الأركان الأربعة جميعاً وقال : إنما كان ترك استلام هذين الركنين الشامي والركن الغربي ؛ لأن البيت لم يكن تاماً .
فلم يزل البيت على بناء ابن الزبير إذا كاف الطائف استلم الأركان جميعها ،

109

نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست