responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي    جلد : 1  صفحه : 105


وجمع ابن الزبير أصحابه فتحصن بهم في المسجد الحرام وحول الكعبة ، فضرب أصحاب ابن الزبير خياماً يكتنون بها من حجارة المنجنيق ويستظلون فيها من الشمس ، وكان الحصين بن نمير قد نصب المنجنيق على أخشبي مكة وهما أبو قبيس والأحمر فكان يرميهم بها فتصيب الحجارة الكعبة حتى تخرق كسوتها عليها ، فصارت كأنها جيوب النساء فوهّن الرمي بالمنجنيق الكعبة ، فذهب رجل من أصحاب ابن الزبير يوقد ناراً في بعض تلك الخيام مما يلي الصفا بين الركن الأسود والركن اليماني ، والمسجد يومئذ ضيق صغير ، فطارت شرارة في الخيمة فاحترقت وكان في ذلك اليوم رياح شديدة ، والكعبة يومئذ مبنية بناء قريش مدماك من ساج ومدماك من حجارة من أسفلها إلى أعلاها وعليها الكسوة ، فطارت الرياح بلهب تلك النار فاحترقت كسوة الكعبة ، واحترق الساج الذي بين البناء ، وكان احتراقها يوم السبت لثلاث ليال خلون من شهر ربيع الأول قبل أن يأتي نعى يزيد بن معاوية بتسعة وعشرين يوماً ، وجاء نعيه في هلال شهر ربيع الآخر ليلة الثلاثاء سنة أربع وستين ، وكان توفي لأربع عشرة خلت من شهر ربيع الأول سنة أربع وستين ، وكانت خلافته ثلاثة سنين وسبعة أشهر ، فلما احترقت الكعبة واحترق الركن الأسود وتصدع ، كان ابن الزبير بعد ذلك ربطه بالفضة وضعفت جدران الكعبة حتى أنها لتنقض من أعلاها إلى أسفلها ويقع الحمام عليها فيستأثر حجارتها وهي مجردة موهنة من كل جانب ، ففزع لذلك أهل مكة وأهل الشام جميعاً والحصين بن نمير محاصر ابن الزبير ، فأرسل ابن الزبير رجالاً من أهل مكة من قريش وغيرهم منهم عبد الله بن خالد بن أسيد ورجال من بني أمية إلى الحصين فكلموه وعظموا عليه ما أصاب الكعبة وقالوا : إن ذلك منكم رميتموها بالنفط . فأنكروا ذلك وقالوا : قد توفي أمير المؤمنين فعلى ماذا تقاتل ؟ ارجع إلى الشام حتى تنظر ماذا يجمع عليه رأى صاحبك يعنون معاوية بن يزيد وهل يجمع الناس عليه ؟ فلم يزالوا به حتى لان لهم ورجع إلى الشام ، فلما أدبر جيش الحصين بن نمير وكان خروجه من مكة لخمس ليال خلون من شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين ، دعا ابن الزبير وجوه الناس وأشرافهم فشاوروهم في هدم الكعبة ، فأشار عليهم ناس قليلون بهدمها وأبى كثير من الناس هدمها ، وكان أشدهم إباء عبد الله بن عباس قال له : دعها على ما أقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني أخشى أن يأتي بعدك من يهدمها ، فلا تزال

105

نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي    جلد : 1  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست