نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 91
قال الأزرقي : وقال بعض المكيين : أول ما كانت بمكة حمام اليمام الحرمية ذلك الزمان ، يقال : إنها من نسل الطير التي رمت أصحاب الفيل حين خرجت من البحر من جدة . وقال الكلبي : لما أهلكهم الله بالحجارة لم يفلت منهم إلا أبرهة أبو يكسوم فسار وطائر يطير فوقه ولم يشعر به حتى دخل على النجاشي فأخبره بما أصابهم ، فلما استتم كلامه رماه الطائر فسقط ميتاً فأرى الله النجاشي كيف كان هلاك أصحابه . وقال الواقدي : كان أبرهة جد النجاشي الذي كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وآمن به وقال القرطبي في التفسير : وكان أصحاب الفيل ستين ألفاً لم يرجع منهم إلا أميرهم رجع ومعه شرذمة لطيفة ، فلما أخبروا بما رأوا أهلكوا . وقال السهيلي : فلما هلك ومزقت الحبشة كل ممزق وأقفر ما حول هذه الكنيسة فلم يعمرها أحد ، وكثرت حولها السباع والحيات ، وكان كل من أراد أن يأخذ شيئاً منها أصابته الجن فبقيت من ذلك العهد بما فيها من العدد والخشب المرصع بالذهب والآلات المفضضة التي تساوي قناطير من المال ، لا يستطيع أحد أن يأخذ منها شيئاً إلى زمن أبي العباس السفاح ، فذكر له من أمرها وما يتهيب من جنها وحيّاتها فلم يرعه ذلك وبعث إليها أبا العباس بن الربيع عامله على اليمن معه أهل الحزم والجلادة فخربها وحصلوا منها مالاً كثيراً ، بيع ما أمكن بيعه من رخامها وآلاتها ، فعفى بعد ذلك رسمها وانقطع خبرها واندرست آثارها ، وكان الذي يصيبهم من الجن ينسبونه إلى كعيب وامرأته أصيب الذي كسرهما بجذام فافتتن بذلك رعاع الناس وطغاتهم . واختلفوا في تاريخ عام الفيل : قال مقاتل : كان أمر الفيل قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم بأربعين سنة . وقيل : بثلاثين .
91
نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 91