responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي    جلد : 1  صفحه : 232


ذكر حرمة المدينة الشريفة روى القاضي عياض في " الشفاء " : أن مالك بن أنس رضي الله عنه كان لا يركب في المدينة دابة ، وكان يقول : أستحيي من الله أن أطأ تربة فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بحافر دابتي . وروي أنه وهب للشافعي رحمه الله كراعاً كثيراً كان عنده فقال له الشافعي : أمسك منها دابة فأجابه بمثل هذا الجواب . وكان قد أفتى مالك رحمه الله فيمن قال : تربة المدينة رديئة . بضرب ثلاثين درة وأمر بحبسه وكان له قدر ، وقال : ما أحوجه إلى ضرب عنقه تربة دفن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم يزعم أنها غير طيبة .
وعن الزهري أنه قال : إذا كان يوم القيامة رفع الله تعالى الكعبة البيت الحرام إلى البيت المقدس فتمر بقبر النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فتقول : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته . فيقول عليه السلام : " وعليك السلام يا كعبة الله ما حال أمتي ؟ فتقول : يا محمد أما من وفد إليّ من أمتك فأنا القائمة بشأنه ، وأما من لم يفد إليّ من أمتك فأنت القائم بشأنه " . رواه أبو سعيد الموصلي في باب رفع الكعبة المشرفة إلى البيت المقدس .
فانظر لسر زيارة البيت الحرام للنبي عليه السلام ودخول الكعبة المشرفة مدينة خير الأنام وكفى بهذا الشرف تعظيماً .
قال الشيخ عبد الله المرجاني في " بهجة النفوس والأسرار في تاريخ دار هجرة المختار " : لما جرى سابق شرفها في القدم أخذ من تربتها حين خلق آدم فأوجد الموجد وجودها من بعد العدم . قال أهل السير : إن الله تعالى لما خمر طينة آدم عليه السلام حين أراد خلقه أمر جبريل أن يأتيه بالقبضة البيضاء التي هي قلب الأرض وبهاؤها ونورها ؛ ليخلق منها محمداً صلى الله عليه وسلم فهبط جبريل في ملائكة الفراديس المقربين وملائكة الصفح الأعلى ، فقبض قبضة من موضع قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي يومئذ بيضاء نقية ، فعجنت بماء التسنيم ورعرعت حتى صارت كالدرة البيضاء ثم غمست في أنهار الجنة كلها ، وطيف بها في السماوات والأرض والبحار ، فعرفت الملائكة حينئذ محمداً صلى الله عليه وسلم وفضله قبل أن تعرف آدم وفضله ، ثم عجنت بطينة آدم بعد ذلك ، ولا يخلق ذلك الجسد إلا من أفضل بقاع الأرض . حكاه الثعلبي .
وحكى أبو عبيد الجرهمي وكان كبير السن عالماً بأخبار الأمم : أن تبعاً الأصغر وهو تبع بن حسان بن تبع سار إلى يثرب فنزل في سفح جبل أحد ، وذهب إلى اليهود وقتل منهم ثلاثمائة وخمسين رجلاً صبراً وأراد إخرابها ، فقام إليه حبر من اليهود

232

نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي    جلد : 1  صفحه : 232
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست