نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 221
ذكر ما جاء في فتحها قالت عائشة رضي الله عنها : كل البلاد افتتحت بالسيف ، وافتتحت المدينة بالقرآن . قال الحافظ محب الدين بن النجار في تاريخه : فالمدينة الشريفة لم تفتح بقتال إنما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه في كل موسم على قبائل العرب ويقول : " ألا رجل يحملني إلى قومه فإن قريشاً قد منعوني أن أبلغ كلام ربي " . فيأبونه ويقولون له : قوم الرجل أعلم به . حتى لقي في بعض السنين عند العقبة نفراً من الأوس والخزرج قدموا في المنافرة التي كانت بينهم فقال لهم : " من أنتم ؟ " . قالوا : نفر من الخزرج . قال : " أمن موالي يهود ؟ " . قالوا : نعم . قال : " أفلا تجلسون كلكم ؟ " قالوا : بلى . فجلسوا معه فدعاهم إلى الله عز وجل وعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن وكانوا أهل شرك أصحاب أوثان ، وكانوا إذا كان بينهم وبين اليهود الذين معهم بالمدينة شيء قالت اليهود لهم وكانوا أصحاب كتاب وعلم : إن النبي مبعوث الآن وقد أظل زمانه فنتبعه فنقتلكم معه قتل عاد وإرم . فلما كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك النفر ودعاهم إلى الله ، قال بعضهم لبعض : يا قوم تعلمون والله أنه النبي الذي توعدكم به يهود فلا سبقتكم إليه فاغتنموه وآمنوا به ، فأجابوه فيما دعاهم إليه وصدقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام ، وقالوا : لقد تركنا قومنا وبينهم من العداوة والشر ما بينهم ، وعسى أن يجمعهم الله بك ، فسنقدم عليهم وندعوهم إلى أمرك ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين ، فإن يجمعهم الله عليه فلا رجل أعز منك . قم انصرفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعين إلى بلادهم قد آمنوا وصدقوا وكانوا ستة : سعد بن زرارة وهو جد النقباء في العقبة الأولى والثانية ، وعوف بن عفراء وهي أمه وأبوه الحارث
221
نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 221