responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي    جلد : 1  صفحه : 218


وهم خائفون أن تجليهم يهود حتى نجم منهم مالك بن العجلان أخو بني سالم بن عوف بن الخزرج .
ذكر قتل اليهود واستيلاء الأوس والخزرج على المدينة لما نجم مالك بن العجلان سودة الجنان عليهما فبعث هو وجماعة قومه إلى من وقع بالشام من قومهم يخبرونهم حالهم ، ويشكون إليهم غلبة اليهود لهم ، وكان رسولهم الرمق بن زيد بن امرئ القيس أحد بني سالم بن عوف بن الخزرج ، وكان قبيحاً ذميماً ، شاعراً بليغاً ، فمضى حتى قدم الشام على ملك من ملوك غسان الذين ساروا من يثرب إلى الشام يقال له أبو حبيلة من ولد حفنة بن عمرو بن عامر . وقيل : أحد بني جشم بن الخزرج ، وكان قد أصاب ملكاً بالشام وشرفاً ، فشكا إليهم الرمق حالهم وغلبة اليهود لهم وما يتخوفون منهم وأنهم يخشون أن يخرجوهم ، فأقبل أبو حبيلة في جمع كثير لنصرة الأوس والخزرج ، وعاهد الله أن لا يبرح حتى يخرج من بها من اليهود ويذلهم أو يصيرهم تحت أيدي الأوس والخزرج ، فسار وأظهر أنه يريد اليمن حتى قدم المدينة وهي يومئذ يثرب فلقيه الأوس والخزرج وأعلمهم ما جاء به فقالوا : إن علم القوم ما تريد تحصنوا في آطامهم فلم نقدر عليهم ، ولكن ندعوهم للقائك وتلطفهم حتى يأمنوك ويطمئنوا فنتمكن منهم ، فصنع لهم طعاماً وأرسل إلى وجوههم ورؤسائهم فلم يبق من وجوههم أحد إلا أتاه ، وجعل الرجل منهم يأتي بحاشيته وحشمه رجاء أن يحبوهم الملك ، وكان قد بنى لهم حيزاً وجعل فيها قوماً وأمرهم من دخل عليهم منهم أن يقتلوه حتى أتى على وجوههم ورؤسائهم ، فلما فعل ذلك عزت الأوس والخزرج بالمدينة ، واتخذوا الديار والأموال وانصرف أبو حبيلة وتفرقت الأوس والخزرج في عالية المدينة وسافلها ، وكان منهم من جاء إلى عفاء من الأرض لا ساكن فيه فنزله ، ومنهم من لجأ إلى قرية من قراها واتخذ الأموال والآطام ، وكان ما ابتنوا من الآطام مائة وسبعة وعشرين أطماً ، وأقاموا كلمتهم واحدة وأمرهم مجتمع ، ثم دخلت بينهم حروب عظام وكانت لهم أيام ومواطن وأشعار ، فلم تزل تلك الحروب بينهم حتى بعث الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم فأكرمهم الله باتباعه ، والأوس والخزرج حيان ينسبان إلى قحطان ، لأن من قحطان افترقت سبع وعشرون قبيلة منهم الأوس والخزرج ، وهما الأنصار وهو جمع نصير ، وسموا أنصاراً حين

218

نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي    جلد : 1  صفحه : 218
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست