نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 79
وجاؤوه بقطعة سمك ، فأكل ، وقال لهم : ان أنتم صدقتم بي ، وفعلتم فعلي ، يحق ألا تضعوا أيديكم على مريض إلا برئ ، ولا يضره الموت . ثم ارتفع عنهم ، وكان له ثلاث وثلاثون سنة . هذا ما يقول أصحاب الإنجيل وهم يختلفون في كل المعاني . قال الله ، عز وجل ، ما قتلوه ، وما صلبوه ، ولكن شبه لهم ، وان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن ، وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه . ولما رفع عيسى المسيح اجتمع الحواريون إلى أورشليم ، في جبل طور الزيتون ، وصاروا إلى علية كان فيها بطرس ، ويعقوب ، ويوحنا ، واندراوس ، وفيلبس ، وتوما ، وبرتلموس ، ومتاوس ، ويعقوب . . . [1] فقام شمعان على الحجر ، فقال : يا معشر الاخوة ! قد كان ينبغي أن يتم الكتاب الذي سبق فيه روح القدس ، وأرادوا أن يجعلوا رجلا يتم به الاثنا عشر ، فقدموا متى وبرسبا ، وقالوا : اللهم أظهر لنا من نختاره ! فوقع على متى ، فأصابتهم ريح شديدة ، امتلأت الغرفة التي كانوا فيها ، ورأوا مثل لسان النار ، فتكلموا بألسن شتى ، ثم قالوا لبطرس : ماذا تصنع ؟ فقال لهم بطرس : قوموا واعمدوا كل انسان منكم باسم المسيح ، وتنحوا عن هذه القبيلة المعوجة . وأقام بطرس ويوحنا كلما دخلا الكنيسة ذكرا أمر المسيح ، ووصفا فعله ، ودعوا الناس إلى عبادته ، فأنكر ذلك عليهم اليهود ، وأخذوهم ، فحبسوهم ، ثم أطلقوهم ، وقالوا : نختار سبعة رجال يقدسون الله ، ويذكرون حكمته ومسيحه ، فاختاروا اصطفانس ، وفيلبس ، وابر حورس ، ونيقانور ، وطيمون ، وبرمنا ، ونيقولاوس الأنطاكي ، وأقاموهم ، فصلوا عليهم ، وقدسوهم ، فجعلوا يصفون أمر المسيح ، ويدعون الناس إلى دينهم . وكان بولس أشد الناس عليهم ، وأعظمهم ايذاء لهم ، وكان يقتل من .