نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 67
يأمر بني إسرائيل أن يبنوا عريشا بالسعف والجريد ، فهم يقيمون ثمانية أيام يتخذون في كنائسهم ظلالات من السعف والجريد . وصلواتهم ثلاث صلوات : صلاة بالغداة ، وصلاة عند غروب الشمس ، وصلاة بعد الغروب ، فإذا وقف أحدهم للصلاة جمع عقبيه ، وجعل يده اليمنى على كتفه اليسرى ، ويده اليسرى على كتفه اليمنى ، وهو مطرق ، يركع خمس ركعات لا يسجد فيهن ، ثم يسجد في الآخرة سجدة واحدة ، ويسبح بمزامير داود في أول الصلوات ، ويقرأ في صلاة المغيب من التوراة ، ومعتمدهم في سننهم وشرائعهم على كتب علمائهم ، وهي الكتب التي يقال لها . . [1] بالعبرانية ، وهي اللغة التي صارت لهم لما عبروا البحر . وسنتهم في مناكحهم ألا يتزوجوا إلا بولي وشاهدين ، وأقل مهورهم للبكر مائتا درهم ، وللثيب مائة درهم بهذا الوزن لا يكون أقل منه ، والطلاق مباح متى كرهوا ، ولا يكون إلا بشهود . وسنتهم في ذبائحهم ألا يأكلوا ما ذبحه غيرهم ، وأن يكون الذي يتولى الذبائح عالما بالشرائع ، ثم يأتي بالسكين ، كلما أراد أن يذبح بها ، إلى الكاهن ، فإذا رضي حدها أطلق له الذبح بها ، وإلا أمره أن يحدها ، أو يأتي بغيرها ، فإذا ذبح لم يقربها من حائط تضطرب عليه ، فإذا فرغ منها نظر إلى الحلقوم ، فإن وجده لم يرغ الغلصمة ، ووجد الذبح مستويا لم يؤكل حتى ينظر إلى الرئة ، فإن وجد بها عيبا ، أو علة ، أو شقا ، أو بثرة ، أو ورما ، لم تؤكل الذبيحة ، فإن سلمت الرئة نظر إلى الدماغ ، فإن وجد فيه علة لم تؤكل ، وإن سلم الدماغ نظر إلى القلب ، فإن وجد فيه علة لم يأكله ، وإن سلم ما في البطون والثرب من الشحم ، فلا يأكله ، ولا العروق ، وأكل ما سوى ذلك . وتاريخهم ، على حسابهم ، من خراب بيت المقدس ، فعلى هذا يحسبون ، ولا بد لهم في كل يوم أن يذكروا اليوم الذي خرب فيه بيت المقدس ، وكم له إلى يومه ذلك .