نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 59
فقدست هذا البيت آخر الدهر ، وإن حدتم عن أمري ، أو نقض أحد منكم عهودي سلبته ملكه ، وخربت هذا البيت إلى آخر الأبد . وقدمت بلقيس ملكة سبأ على سليمان ، وكان من أمرها ما قد قصه الله في كتابه العزيز ، ولما قدمت عليه جاءته بجمال موقرة ذهبا وعنبرا ، وقالت له : لقد بلغني من أمرك ما لم أصدق به حتى رأيته ، ثم انصرفت إلى بلدها . وكان سليمان معجبا بالنساء ، فتزوج ، فيما يقال ، سبعمائة امرأة ، فيهن بنت فرعون ملك مصر ، وعدة من نساء بني عمون ، وعدة من نساء أهل مؤاب جبابرة الشأم ، ومن أدوم ، ومن الجثانيين ، وهم الصيدانيون ، ومن الشعوب التي قد كان الله نهى عن مخالطتهم ، وكان له سبعمائة ، فاتخذت امرأة من نساء سليمان تمثالا على صورة أبيها ، فلما رأى ذلك غيرها من نسائه فعلن كفعلها ، فعاتب الله سليمان ، وقال له : تعبد الأصنام في بيتك ، ولا تغضبك ؟ لأسلبنك ملكك ، ولأنزعن العز من يدك ، ولأفرقن الأسباط من ولدك ، ولكني أحفظ أباك داود فيك ، فلا أسلبك الملك بقية عمرك ، ولا أسلب جميع الأسباط ، ولكني أدع في يدك سبطين لئلا يذهب ذكرك . وإن سليمان لجالس على كرسية المعمول من الذهب ، المكلل بالجوهر ، إذ انتزع خاتمه من يده ، فأخذه شيطان من الشياطين ، فوضعه في يده ، ونحى سليمان عن كرسيه ، وجلس عليه الشيطان ، ونزع ثياب سليمان ولبسها ، فمر سليمان على وجهه وعليه جبة صوف ، وفي يده قصبة ، فكان يستطعم ، ويقول : أنا ملك بني إسرائيل ، سلبني الله ملكي ! فيسخر منه من يسمعه ، وينكرون قوله ، فكان يقف على الصيادين الذين على البحر ، فيطلب منهم ما يطعمونه . وأنكر آصف صاحب سليمان وغيره أمر ذلك الشيطان ، ولم يروه يذكر الله ، فهرب الشيطان ، وطرح الخاتم في البحر ، وأقام سليمان مسلوب الملك أربعين يوما ، فإنه بعد أن كملت له الأربعون يمشي على شط البحر حائرا ،
59
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 59