نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 41
وكان ذلك بعد أن قتل موسى سيحون ملك الأموري واستباح أرضه . ولما كان في سنة الأربعين من مقامهم في التيه ، وهي برية سينا ، أوحى الله إلى موسى : إني قابض هارون إلي ، فاصعد به الجبل لتأتي ملائكتي فتقبض روحه ! فأخذ موسى بيد هارون أخيه ، فلما صعد به الجبل لم يكن معه إلا اليعازر بن هارون ، فلما صار على الجبل إذ سرير عليه ثياب ، فقال له موسى : البس يا أخي هذه الثياب المطهرة ، التي أعدها الله لك ، لتلقاه فيها ، فلبسها هارون ، ثم تمدد على السرير فمات ، وصلى عليه موسى . فلما لم ير بنو إسرائيل هارون ، ضجوا ، وقالوا : أين هارون ؟ قال لهم موسى : قبضه الله إليه ، فاضطربوا . وكان هارون محببا فيهم ، لين الجانب لهم ، فرفعه الله لهم على السرير ، حتى رأوا وجهه ، فعلموا أنه قد مات ، وكانت سنو هارون يومئذ مائة وثلاثا وعشرين سنة ، وكان له من الولد أربعة : نادب ، واليهو ، واليعازر ، وايتمر ، وتوفي في حياته نادب ، واليهو ، وبقي اليعازر ، وايتمر . وصار اليعازر مكان هارون يقدس في قبة الزمان ، ودعا موسى يوشع ابن نون ، وقال له : بين يدي بني إسرائيل سر ، وشد قلبك ، فإنك تدخل ببني إسرائيل إلى أرض بني كنعان التي ورثهم الله ، وهذه التوراة ادفعها إلى كهنة بني لاوي ، الذين كانوا يقومون بتابوت السكينة ، ووقروا مقام الله ، واحفظوا وصاياه ، التي بينها لكم في التوراة ، وأوصاهم أن يتبعوا ما فيها ، وبرك عليهم . وكان مما أوصى الله عز وجل به لبني إسرائيل على لسان موسى أن قال لهم : اذكروا اليوم الذي قمتم فيه قدام الله إذ قال الله لي : أجمع هذا الشعب قدامي ، فأسمعهم كلامي ليخشوني أيام حياتهم ، فقمتم في أسفل الجبل ، والجبل يتوقد نارا إلى قلب السماء ، وكلمني الله من جوف النار ، فسمعتم الصوت ، ولم تروا الشبه ، وأوصاكم الله أن تتعلموا العشر الآيات ، وأوصاني أن أعلمكم
41
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 41