نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 27
وتزوج الحيفاء بنت مضاض الجرهمية ، فعاد إليهم إبراهيم من الحول ، فوقف ببيت إسماعيل ، فلم يجده ، ووجد امرأته ، فقال : كيف حالكم ؟ قالت : بخير ! قال : هكذا فليكن ! أين زوجك ؟ قالت : ليس بحاضر ، انزل ! قال : لا يمكنني . قالت : فأعطني رأسك أقبله ! ففعل ذلك ، وقال : إذا جاء زوجك فأقرئيه السلام ، وقولي له : تمسك بعتبة بابك . فلما انصرف جاء إسماعيل ، فأخبرته امرأته بخبر إبراهيم ، فوقع على موضع قدمه يقبلها . ثم إن الله تعالى أمر إبراهيم أن يبني الكعبة ، ويرفع قواعدها ، ويؤذن في الناس بالحج ، ويريهم مناسكهم ، فبنى إبراهيم وإسماعيل القواعد حتى انتهى إلى موضع الحجر ، فنادى إبراهيم أبو قبيس : ان لك عندي وديعة ! فأعطاه الحجر ، فوضعه ، وأذن إبراهيم في الناس بالحج ، فلما كان يوم التروية قال له جبريل : ترو من الماء ، فسميت التروية ، ثم أتى منى ، فقال له : بت بها ، ثم أتى عرفات ، فبنى بها مسجدا بحجارة بيض ، ثم صلى به الظهر والعصر ، ثم عمد به إلى عرفات ، فقال له : هذه عرفات فاعرفها ، فسميت عرفات . ثم أفاض به من عرفات ، فلما حاذى المأزمين قال له : ازدلف ، فسميت المزدلفة ، وقال له : أجمع الصلاتين ، فسميت جمع ، وصار إلى المشعر ، فنام عليه ، فأمره الله أن يذبح ابنه ، فالرواية تختلف في إسماعيل وإسحاق ، فيقول قوم : إنه إسماعيل لأنه الذي وضع داره وبيته وإسحاق بالشأم ، ويقول قوم : إنه إسحاق لأنه أخرجه وأخرج أمه معه ، وكان يومئذ غلاما ، وإسماعيل رجل قد ولد له . وقد كثرت الروايات في هذا وهذا ، واختلف الناس فيهما ، فلما أصبح إبراهيم صار إلى منى وقال للغلام : زورني بالبيت ، وقال لابنه : إن الله أمرني أن أذبحك ! فقال : يا أبت افعل ما تؤمر ! فأخذ السكين ، وأضجعه على جمرة العقبة ، وطرح تحته قرطان حمار ، ثم وضع الشفرة على حلقه ، وحول وجهه عنه ، فقلب جبريل الشفرة ، فنظر إبراهيم ، فإذا الشفرة مقلوبة ، ففعل
27
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 27