responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي    جلد : 1  صفحه : 22


وفي زمانه ظهر السحر ، والكهانة ، والطيرة ، وذبح الناس أولادهم للشياطين ، وجعلت المكاييل والموازين .
وكانت حياة ناحور مائة وثمانيا وأربعين سنة ، وكانت جبابرة ذلك العصر عاد بن عوص بن ارم بن سام بن نوح ، وكانوا قد انتشروا في البلاد ، وكانت منازلهم بين أعالي حضرموت إلى أودية نجران ، فلما عاثوا وعتوا بعث الله تبارك وتعالى هود بن عبد الله بن رباح بن الخلود بن عاد بن عوص بن ارم بن سام بن نوح ، فدعاهم إلى عبادة الله تعالى ، والعمل بطاعته ، واجتناب المحارم ، فكذبوه ، فقطع الله عنهم المطر ثلاث سنين ، فوجهوا وفدا لهم إلى البيت الحرام يستسقي لهم ، فأقاموا يطوفون بالبيت ويسعون أربعين صباحا .
ثم رفعت لهم سحابتان : إحداهما بيضاء فيها غيث ورحمة ، والأخرى سوداء فيها عذاب ونقمة ، وسمعوا صوتا يناديهم : اختاروا أيتهما شئتم !
فقالوا : اخترنا السوداء ! فمرت ، وهي على رؤوسهم ، فلما قربت من البلاد قال لهم هود : إن هذه السحابة فيها عذاب قد أظلكم ! فقالوا : بل هو عارض ممطرنا ، فأقبلت ريح سوداء لا تمر بشئ إلا أحرقته ، فما نجا منهم إلا هود ، ويقال إنه نجا لقمان بن عاد ، وعاش حتى عمر عمر سبعة نسور .
ولما مضت عاد صار في ديارهم بنو ثمود بن جازر بن ثمود بن ارم بن سام ابن نوح ، وكانت ملوكهم تنزل الحجر ، فلما عتوا بعث الله إليهم صالح بن تالح بن صادوق بن هود نبيا ، فسألوه أن يأتيهم بآية ، فأخرج الله لهم ناقة من الأرض معها فصيلها ، فقال لهم صالح : إن لهذه الناقة يوما ترد فيه الماء ، ولكم يوما ، فاحذروا أن تصدوها عن الماء ! فكذبوه ، فقام رجل منهم يقال له قدار ، فعقرها وضرب عرقوبها بالسيف ، فارتفع فصيلها على نشز من الأرض ، ثم رغا ، فبعث الله عليهم العذاب ، فما فلت منهم إلا امرأة يقال لها الذريعة ، وضرب العرب بقدار المثل .

22

نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست