نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 197
أصحابه ، فقطعوا من شجر الزيتون وقال : ليحمل كل واحد منكم غصنا عظيما من الزيتون خلفه ! فحمل كل رجل غصنا عظيما ، فلما نظرت قالت : أرى شجرا تمشي ! قالوا : وهل تمشي الشجر ؟ قالت : نعم ورب كل حجر ومدر ، وانها لخلف رجال حمير ! فكذبوها ، وصبحهم حسان ، فقتلهم . ومله قومه ، وثقلت عليهم وطأته ، فواطأوا أخاه عمرو بن تبع على قتله خلا ذا رعين ، فإنه نهى عن ذلك ، فقتله ، وكان ملكه خمسا وعشرين سنة . ثم ملك عمرو بن تبع بعد أن قتل أخاه ، فذهب عنه النوم ، وتنغص عيشه ، فقتل كل من أشار بقتل أخيه ، حتى بلغ إلى ذي رعين ، فقال : قد أشرت عليك أن لا تفعل ، فكتبت بيتي شعر هما عندك . وكان قد دفع إليه رقعة فيها : ألا من يشتري سهرا بنوم ، * سعيد من يبيت قرير عين فإما حمير غدرت وخانت ، * فمعذرة الاله لذي رعين وكان ملك عمرو أربعا وستين سنة . ثم ملك تبع بن حسان بن بحيلة [1] بن ملكيكرب بن تبع الأقرن ، وهو أسعد أبو كرب ، وهو الذي سار من اليمن إلى يثرب ، وكان الفطيون قد تملك على الأوس والخزرج ، فسامهم سوء العذاب ، فخرج مالك بن العجلان الخزرجي ، فشكا ذلك إلى تبع ، فأعلمه غلبة قريظة والنضير عليهم ، فسار تبع إليهم ، فقتل قوما من اليهود ، وكان تبع خلف ابنا له بين أظهرهم ، فقتلوه ، فزحف إليهم ، وحاربهم . وكان رئيس الأنصار عمرو بن طلحة الخزرجي من بني النجار ، وكانوا يحاربونه بالنهار ، ويقرونه بالليل ، فيقول : ان قومنا لكرام . وجمع عظماء .