responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي    جلد : 1  صفحه : 110


فهو خير ، فمن كان خاشن البطن ، فإن المياه الخفيفة الصافية له نافعة ، ولمن كان بطنه لينا لدنا بلغميا ضارة ، فإن المياه المالحة تسهل البطن ، فقد أخطأ . . [1] ومياه الأمطار خفيفة عذبة ، والشمس تخطف من الماء رقيقه وخفيفه ، وتصعد الماء من الأنهار والبحور والمواضع الرطبة ، ولذلك صارت مياه الأمطار تعفن وتنشر رائحة ردية لأنها اجتمعت من رياح شتى ، صارت أسرع عفنا وتغيرا ، فإن الرطوبة التي تنشفها الشمس متفرقة لا تزال معلقة في الهواء ، فإذا اجتمعت كلها ، والتفت بالرياح المتضادة اللاقية بعضها بعضا ، انصبت حينئذ ، ولا سيما إذا كانت المقايسة كما ينبغي ، وأكثر ما يكون هذا إذا استحكم اجتماع السحاب ، واستقبلته ريح أخرى ، فمزقته ، وإذا تزاحمت سحابة أخرى على السحابة الأولى ، وقطعتها ، انحدرت حينئذ الرطوبة من ثقلها ، وتمزقها الرياح ، فتكون الأمطار السابغة ، فهذه المياه أفضل المياه ، إلا أنه ينبغي أن تكون رائحتها ردية ، ويعرض لمن شرب منها البحة والسعال ، وثقل الصوت ، وإذا طبخت لم يغن عنها الطبخ شيئا .
وأما المياه التي تكون من الثلوج والجليد ، فكلها ردية لأنها ، إذا جمدت مرة ، لم ترجع إلى طبيعتها الأولى لان ما كان من الماء خفيفا ، عذبا ، صافيا ، نقيا ، أفلت من الجمود ، وطار ، وما كان من الماء كدرا بقي على حاله ، ويعرف ذلك بأنه لو صير في إناء في أيام الشتاء ، وكيل بكيل معلوم ، ووضع تحت السماء جمد ، فإن وضع في الشمس حتى ينحل ثم كيل ذلك الماء ، وجد وقد نقص نقصانا بينا ، فذلك العلامة ان لطيف الماء يتنفس ، ولا يقع عليه الجمود ، ولا يتنفس ، ولا يبرح . . . [2] ، وماء الثلوج أردأ المياه ، وإذا شرب الناس المياه المختلفة عرض لهم الأسر والحصاة في المثانة ، ووجع الخاصرة ، ووجع الوركين ، وفي الأنثيين أدرة ، ولا سيما إذا شربوا من مياه أنهار تنصب .



[1] هنا يوجد كلام ساقط .
[2] بياض في الأصل

110

نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست