نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 61
رحبعم بن سليمان والملوك بعده ولما مات سليمان بن داود ملك رحبعم بن سليمان ، فاجتمع إليه أسباط بني إسرائيل ، وقالوا له : إن أباك قد كان غلظ علينا ، واستعبدنا استعبادا شديدا ، فخفف أنت الآن عنا ! فقال لهم رحبعم : انصرفوا عني اليوم وجيئوني بعد ثلاثة أيام ، فانصرفوا عنه ، فاستشار المشيخة من أصحاب أبيه ، فقال : ما ترون ؟ قالوا : نرى أن تحسن إجابة بني إسرائيل ، وتلين لهم القول ، حتى تملكهم بعد اليوم . فترك قول مشيخة بني إسرائيل ، واستشار أحداثا نشأوا معه ، فقالوا له : نرى أن تغلظ القول لهم ليستقيم لك أمرهم ، كما استقام لأبيك . فلما كان اليوم الثالث اجتمعوا إليه ليسألوه عما ذكروا له ، فقال لهم : إن خنصري أثقل من إبهام أبي . فلما قال لهم هذا انصرفوا عنه ، وتفرقوا في قراهم ، فلم يبق معه من أسباط بني إسرائيل إلا سبط يهوذا وسبط بنيامين . وملكت الأسباط العشرة عليهم يوربعم بن ناباط ، وكان قد هرب من سليمان إلى مصر ، فلما اختلفت بنو إسرائيل على رحبعم بن سليمان قدم ، وجمع رحبعم ابن سليمان من سبط يهوذا ، وسبط بنيامين ، ألف رجل يطلب محاربة يوربعم ابن ناباط ومن معه . وأوحى الله إلى سمعيا النبي أن قل لرحبعم ومن معه : لا تحاربوا بني إسرائيل ! فسمعوا قوله ، وانصرفوا ، وكان ملك رحبعم سبع عشرة سنة . وملك يوربعم بن ناباط على العشرة الأسباط من جبل فاران ، فقالت بنو إسرائيل : إنا نريد أن نقرب قرابيننا إلى الله ، فكره يوربعم أن يصعدوا إلى بيت المقدس ، فيستميلهم آل يهوذا ، فيدخلوا في ملكهم ، فقال : ليست بكم حاجة إلى الصعود ، وأنا أعمل لكم مذبحا ، فعمل لهم مذبحا ، وصير فيه
61
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 61