نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 57
سليمان بن داود ولما قبض الله ، عز وجل ، داود قام مكانه سليمان نبيا ، وملكا ، فسخر الله له الجن والإنس ، والرياح والسحاب ، والطير والسباع ، وآتاه ملكا عظيما ، كما قص في كتابه العزيز . ومال يؤاب صاحب حروب داود ، وقوم من أصحابه ، مع إخوة سليمان ، ليفسدوا على سليمان ملكه ، فقتلهم سليمان من عند آخرهم ، وقتل ادونياس أخاه ، فصلح الملك لسليمان ، وثبت سلطانه ، وتزوج بنت فرعون ملك مصر ، ودخل بها في بيت داود . وجمع سليمان بني إسرائيل ليقرب قربانا ، فقرب ألف ذبيحة ، فرأى سليمان في ليلة كأن الرب يقول له : سل ما أحببت لأعطيك ! فقال سليمان : أنت يا رب أنعمت على داود النعمة العظيمة ، وصيرت عبدك سليمان ملكا بعده ، فأعطني قلبا حكيما لاحكم بين عبادك بالعدل ، وأفهم الخير والشر . فقال الله : لأنك طلبت هذا الامر ، ولم تطلب مالا ، ولم تطلب أنفس أعدائك ، ولم تطلب طول العمر لكنك طلبت حكمة تفهم بها الحكم والقضاء ، فقد استجبت لك ، وأعطيتك قلبا فهيما ، بصيرا إلى الامر الذي لم يكن لاحد قبلك ، ولا يكون بعدك مثلك ، وأعطيتك ما لم تطلب من الأموال ، والعتاق ، والكرامة ، وأنت إن سلكت في طريقي ، وحفظت شرائعي ووصاياي ، كما حفظ داود أبوك ، أطيل عمرك ، وأعظم أمرك . فكان سليمان يجلس للقضاء ، ويحكم بين بني إسرائيل ، فيعجبون لحكمه ، وعدل قضائه ، وقوله ، وحسن لفظه ، وكان لسليمان قواد ، ووزراء ، وكتاب ، ووكلاء ، فكان وزيره زابود بن ناتان ، وعلى حروبه بنايا بن بويادع ، وخازنه
57
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : اليعقوبي جلد : 1 صفحه : 57