نام کتاب : تاريخ المدينة نویسنده : ابن شبة النميري جلد : 1 صفحه : 292
ذو ضفيرتين ، وهو النابغة ، وعن يساره رجل لا أعرفه ، فجلست بين يديه فقال : أتعرف هذين ؟ فقلت : أما هذا فأعرفه ، هو النابغة ، وأما هذا فلا أعرفه . فقال : هو علقمة بن عبدة [1] ، إن شئت استنشدتهما وسمعت ، وإن شئت أن تنشد بعدهما أنشدت ، وإن أحببت سكت . قال قلت : وذاك : ، فاستنشد النابغة ، فأنشده : كليني لهم يا أميمة ناصب * وليل أقاسيه بطئ الكواكب [2] قال : فذهب يصغي . ثم قال لعلقمة : أنشد ، فأنشد : طحا بك قلب في الحسان طروب * بعيد الشباب عصر حان مشيب [3] قال : فذهب يصغي ( إلى ) [4] الآخر . ثم قال لي : أنت الآن أعلم ، إن أحببت أن تنشدنا بعد ما سمعت فأنشد ، وإن أحببت أن تمسك فأمسك . قال : فتشددت وقلت : لأنشد قال : هات ، فأنشدته القصيدة التي أقول فيها : أبناء جفنة حول قبر أبيهم * قبر ابن مارية الكريم المفضل يغشون حتى ما تهر كلابهم * لا يسألون عن السواد المقبل
[1] هو علقمة بن النعمان التميمي من نجد وسادات تميم وشعرائهم المشهورين ، شب وترعرع في بادية نجد فأرهفت حسه ، وجلت قريحته ، وألهمته الشعر الرصين الذي يمتلك المشاعر ويستلب الحواس ، ولقب لذلك بعلقمة الفحل . توفي سنة 561 ميلادية ( شرح ديوان علقمة ط . الفكر للجميع ببيروت ) . [2] كليني : دعيني ، أميمة : من بنات الشاعر ، ناصب : متعب ، بطئ الكواكب : نجومه لا تغيب بسرعة . وقد قال هذا البيت من قصيدة يمدح بها عمرو بن الحارث الغساني حين نزل به في الشام ( النابغة الذبياني - حياته وشعره 3 ، 48 ط . دمشق ) . [3] البيت : من قصيدة يمدح بها الحارث بن أبي شمر الغساني . طحابك : اتسع وذهب في كل مذهب . الطرب : خفة تصيب الرجل لشدة الفرح أو لشدة الحزن . [4] إضافة يقتضيها السياق .
292
نام کتاب : تاريخ المدينة نویسنده : ابن شبة النميري جلد : 1 صفحه : 292