نام کتاب : تاريخ المدينة نویسنده : ابن شبة النميري جلد : 1 صفحه : 203
قال : فلبث قليلا ثم قال : هل لك في علي والعباس يستأذنان ؟ قال ، نعم فأذن لهما ، فلما دخلا قال عباس : يا أمير المؤمنين ، اقض بيني وبين هذا - يعني عليا - وهما يختصمان في الصوافي [1] التي أفاء الله على رسوله من أموال [2] بني النضير ، فاستب علي والعباس عند عمر ، فقال عثمان : يا أمير المؤمنين ، اقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر . فقال عمر رضي الله عنه : أنشدكما الله الذي بإذنه تقوم السماوات والأرض ، هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا نورث ، ما تركنا صدقة " يعني نفسه ؟ قالوا : قد قال ذلك . فأقبل عمر على العباس وعلى علي فقال : أنشدكما الله ، هل تعلمان ذلك ؟ قالا : نعم . قال عمر : فإني أحدثكم عن هذا الامر ، إن الله اختص رسوله في هذا الفئ بشئ لم يعطه أحدا غيره ، قال الله عز وجل : " ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شئ قدير " [3] فكانت هذه خاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما احتازها دونكم ، ولا استأثر به عليكم ، لقد أعطاكموها وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق على أهله ( نفقة ) [4] سنتهم ، ثم يأخذه
[1] في مسند الامام 3 : 212 " الصواف " وحذف الياء في مثل هذا جائز . والصوافي : قال ابن الأثير " هي الأملاك والأراضي التي جلا عنها أهلها أو ماتوا ولا وارث لها ، واحدتها صافية . [2] في الأصل " الموالي " والمثبت عن مسند الإمام أحمد بن حنبل 3 : 212 . [3] سورة الحشر آية رقم 6 [4] الإضافة عن مسند الإمام أحمد بن حنبل 3 : 212 تحقيق شاكر .
203
نام کتاب : تاريخ المدينة نویسنده : ابن شبة النميري جلد : 1 صفحه : 203