نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 99
يقصده الزائرون من كل حدب وصوب ، ويعظمونه غاية التعظيم ، وينذرون له نذوراً كثيرة يطلبون من الله تعالى عنده قضاء حوائجهم المهمة ، وأن فقهاءنا أجمع أشاروا إلى القبر ، فإنهم رضوان الله عليهم لمّا ذكروا مسجد الكوفة وفضله والأعمال فيه في جميع مقاماته ، وذكروا مقام الصادق ( عليه السلام ) والصلاة والدعاء على دكته ( عليه السلام ) . قالوا : ثم إمض إليها وهي قريبة من قبر مسلم بن عقيل ( رضي الله عنه ) ، وممّن ذكر ذلك : صاحب المزار الكبير والشهيد والمجلسي والحرّ العاملي وغيرهم ، فقالوا : فإذا فرغت فامض إلى قبر مسلم بن عقيل ( رضي الله عنه ) فقف على قبره وقل : . . . إلى آخر زيارته ، ولم يذكروا اختلافاً في ذلك ( 1 ) . وكذلك الشيخ الديلمي في إرشاده ، فإنه لمّا ذكر رفع عذاب البرزخ عمّن دفن بالغري قال : وعن القاضي ابن بدر الهمداني الكوفي - وكان رجلا صالحاً - قال : كنت في جامع الكوفة ذات ليلة مطيرة فدق باب مسلم جماعة ، ففتح لهم الباب وذكر بعضهم : أن معهم جنازة فأدخلوها وجعلوها على الضفة التي تجاه مسلم ابن عقيل ، الحديث . وقد ذكر هذا الحديث ابن طاووس في فرحة الغري ، والحرّ العاملي في الوسائل ، والسيد عبد الله شبر ، والآغا البهبهاني ، والشيخ خضر شلاّل ، كلّ في مزاره ، والمجلسي في البحار ، بل جميع فقهائنا ذكروه ، وهذا لو لم يكن معروفاً لأوضحوا المقال فيه ( 2 ) . وأقوى حجة على ما قلناه : أن مسلم بن عقيل ( رضي الله عنه ) قتل يوم التروية قبل قدوم الحسين ( عليه السلام ) بأربعة وعشرين يوماً ، وكان أئمتنا في عصرهم وكذا أولادهم وأولاد أولادهم وأصحابهم كلّ في عصره ، قد أخذ الناس عنهم في تعيين مرقد الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ومرقد غيره ، فلو كان قبر مسلم رضوان الله عليه بغير هذا الموضع المعروف اليوم ، لأوضحوا للناس ذلك ولأزالوا اشتباههم وأبانوا لهم موضع قبره ، فسكوتهم عن ذلك أقوى حجة على ما بيّناه وأدلّ دليل على ما ذكرناه .