نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 85
فكل » . قلت : هنأك الله وجعلني فداك ، قد أخذتني الغيرة من شيء رأيته في طريقي أوجع قلبي وبلغ مني . فقال لي : « بحقي لما دنوت فأكلت » . قال : فدنوت فأكلت . قال لي : « حديثك » . قلت : رأيت جلوازاً يضرب رأس امرأة يسوقها إلى الحبس وهي تنادي بأعلى صوتها المستغاث بالله ورسوله ولا يغيثها أحد . قال : « ولِم فعل بها ذلك ؟ » قال : سمعت الناس يقولون : إنها عثرت فقالت : لعن الله ظالميك يا فاطمة ، فارتكب منها ما ارتكب . قال : فقطع الأكل ولم يزل يبكي حتى ابتل منديله ولحيته وصدره بالدموع ثم قال : « يا بشار قم بنا إلى مسجد السهلة فندعوا الله ونسأله خلاص هذه المرأة » . قال : ووجه بعض الشيعة إلى باب السلطان وتقدم إليه بأن لا يبرح إلاّ أن يأتيه رسوله ، فإن حدث بالمرأة حدث صار إلينا حيث كنّا . قال : فصرنا إلى مسجد السهلة وصلى كل واحد منّا ركعتين ، ثم رفع الصادق ( عليه السلام ) يده إلى السماء وقال : « أنت الله لا إله إلاّ أنت » إلى آخر الدعاء ( 1 ) . قال : ثم خرّ ساجداً لا أسمع منه إلاّ النفس ثم رفع رأسه فقال : « قم فقد أطلقت المرأة » .
1 - وتكملته : لا إله إلاّ أنت مبدئ الخلق ومعيدهم ، وأنت الله لا إله إلاّ أنت خالق الخلق ورازقهم ، وأنت الله لا إله إلاّ أنت القابض الباسط ، وأنت الله لا إله إلاّ أنت مدبر الأمور وباعث من في القبور ، وأنت وارث الأرض ومن عليها ، أسألك باسمك المخزون المكنون الحي القيوم ، وأنت الله لا إله إلاّ أنت عالم السرّ وأخفى ، أسألك باسمك الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت ، وأسألك بحق محمد وأهل بيته وبحقهم الذي أوجبته على نفسك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تقضي لي حاجتي الساعة الساعة يا سامع الدعاء يا سيداه يا مولاه يا غياثاه ، أسألك بكل اسم سمّيت به نفسك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تعجل خلاص هذه المرأة ، يا مقلب القلوب والأبصار يا سميع الدعاء .
85
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 85