نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 488
الكوفي المذكور ( 1 ) . وكان الحفّاظ والرواة يدققون فيما يأخذونه عن العرب من شعر أو مثل أو قول أو غير ذلك وما يسمعونه من معانيها ، لأن عليها يتوقف تفسير القرآن ، ولذلك فإنهم تحدوا في نقل اللغة طريقة الإسناد المتسلسل ، كما كانوا يفعلون في رواية الحديث وعنى الناس بحفظها مثل عنايتهم بحفظه ، لاعتبارهم أن ناقل اللغة يجب أن يكون عدلا كما يشترط في ناقل الحديث ، لأنها واسطة تفسيره وتأويله ، على أنهم لم يستطيعوا ذلك تماماً . ولمّا بنيت بغداد وانتقل العلم إليها ، غلب ورود أهل الكوفة إليها لقربهم منها ، وكان العباسيون يكرمونهم ، لأنهم نصروهم لمّا قاموا لطلب الخلافة ، فقدّمهم الخلفاء على أهل البصرة واستقدموهم إليهم ووسعوا لهم ، ورغب الناس في الروايات الشاذة ، وتفاخروا في النوادر ، وتباهوا بالترخيصات ، وتركوا الأصول ، واعتمدوا على الفروع . ولمّا قدّم العباسيون أهل الكوفة ، ارتقوا في عين أنفسهم وأرادوا مسابقة أهل البصرة ومفاخرتهم ، فقامت المجادلات بين البلدين في مسائل كثيرة في النحو والأدب واللغة ، وكانت علوم اللغة في أول أمرها مشتركة مختلطة ثم تميزت وتشعبت فصارت علوماً عديدة ، كل منها مستقل عن الآخر ، كالنحو والصرف واللغة والمعاني والبيان والاشتقاق والعروض والقوافي وأخبار العرب وأمثالهم والجدل وغيرها ، وقد يطلقون عليها علم الأدب ، ولكل منها تاريخ وشروح ( 2 ) . وإليك فيما يلي أسماء طائفة من الكوفيين نبغوا في اللغة ودوّنوا فيها على الأكثر ، معتمدين في نقل أسمائهم على : طبقات اللغويين الكوفيين ، لأبي بكر الزبيدي الأشبيلي ( طبع ليدن ) ، وعلى : بغية الوعاة ، لجلال الدين السيوطي ( طبع مصر ) ، وربّما اعتمدنا على غيرهما من المعاجم . 1 - حماد بن هرمز ، أبو ليلى ، ذكره الزبيدي في الطبقة الأولى من اللغويين الكوفيين ( 3 ) .
1 - المزهر : 2 / 202 . 2 - تاريخ التمدن الإسلامي : 3 / 77 - 80 . 3 - طبقات النحويين واللغويين : 191 رقم 112 .
488
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 488