responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي    جلد : 1  صفحه : 468


أجل كانت جماعة الحسين ( عليه السلام ) مفعمة رؤوسها بشعور التضحية ، حتى إذا أذن لهم بذلك لبسوا القلوب على الدروع وأقبلوا يتهافتون كالفراش على المصباح لتضحية الأرواح ، فكلما أذن حجة الله لأحدهم ، وآدعه وداع من لا يعود ، وهم يتطايرون من مخيمه إلى خصومه تطاير السهام لإنفاذ الغرض المقدّس ، بأراجيز بليغة وحجج بالغة من شأنها إزاحة الشبهات عن البعيد والقريب وعن الشاهد والغائب ، لكن المستمعين ( صُمٌّ بُكْمٌ عُمْىٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ ) ( 1 ) قد غشيت الأطماع أبصارهم وغشت المخاوف بصائرهم ، فلا يفكرون بسوى دراهم ابن زياد وعصاه ، ومن لا يهتم إلاّ بالسيف والرغيف ، فلا نصح يفيده ولا دليل يحيده .
نعم ، نصروا الحسين ( عليه السلام ) من الكوفيين صيد جحاجيح أمثال : حبيب بن مظاهر الأسدي ، ومسلم بن عوسجة الأسدي ، وبرير بن خضير الهمداني المشرفي ، وقيس ابن مسهر الأسدي الصيداوي ، وعمرو بن خالد الأسدي الصيداوي ، وأبي ثمامة عمرو الهمداني الصائدي ، وعابس بن أبي شبيب الهمداني الشاكري ، وحنظلة بن أسعد الهمداني الشبامي ، والحجاج بن مسروق المذحجي الجعفي ، ويزيد بن مغفل المذحجي الجعفي ، وعمرو بن قرظة الأنصاري الخزرجي ، وزهير بن القين الأنماري البجلي ، ومسلم بن كثير الأعرج الأزدي ، والحرّ بن يزيد الرياحي ، وغير هؤلاء ممّن حاز السعادة والشهادة .
من كل أبيض وضاح الجبين له * نوران من جانبيه الفضل والنسب تجلو العفاة لهم تحت القنا غرراً * تلاعب البيض فيها والقنا السلب فوارس اتخذوا سمر القنا سمراً * فكلما سجعت ورق القنا طربوا يستنجعون الردى شوقاً لغايته * كأنما الضرب في أفواهها الضرب واستأثروا بالردى من دون سيدهم * قصداً وما كل إيثار به الأدب فقتّلوا تقتيلا ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أمْوَاتاً بَلْ أحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) ( 2 ) أحياء بأرواحهم ، أحياء بتاريخهم المجيد ، ولهم لسان صدق في الآخرين .


1 - سورة البقرة : 171 . 2 - سورة آل عمران : 169 .

468

نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي    جلد : 1  صفحه : 468
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست