نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 407
الحمير ثم قوي حاله ، فجمع نفراً فقتل رجلا من بني تميم بالجزيرة وأخذ ما معه ، فطلب فاختفى وعبر الفرات إلى الجانب الشامي ، فكان يقطع الطريق في تلك النواحي ، ثم لحق بيزيد بن مزيد الشيباني بأرمينية ومعه ثلاثون فارساً ، فقوّده فجعل يقاتل معه الخرمية ( 1 ) وأثّر فيهم وفتك وأخذ معه غلامه أبا الشوك ، فلمّا عزل أسد عن أرمينية صار أبو السرايا إلى أحمد بن مزيد ، فوجّهه أحمد طليعة إلى عسكر هرثمة في فتنة الأمين والمأمون ، وكانت شجاعته قد اشتهرت ، فراسله هرثمة يستميله فمال إليه ، فانتقل إلى عسكره وقصده العرب من الجزيرة واستخرج لهم الأرزاق من هرثمة ، فصار معه نحو ألفي فارس وراجل فصار يخاطب بالأمير ، فلمّا قتل الأمين نقصه هرثمة من أرزاقه وأرزاق أصحابه فاستأذنه في الحج ، فأذن له وأعطاه عشرين ألف درهم ، ففرّقها في أصحابه ومضى وقال لهم : اتبعوني متفرقين . ففعلوا فاجتمع معه منهم نحو مائتي فارس ، فسار بهم إلى عين التمر ( 2 ) وحصر عاملها وأخذ ما معه من المال وفرّقه في أصحابه ، وسار فلقى عاملا آخر ومعه مال على ثلاثة بغال فأخذها وسار ، فلحقه عسكر كان قد سيّره هرثمة خلفه فعاد إليهم وقاتلهم فهزمهم ، ودخل البرية وقسم المال بين أصحابه . وانتشر جنده فلحق به من تخلف عنه من أصحابه وغيرهم فكثر جمعه ، فسار نحو دقوقا ( 3 ) وعليها أبو ضرغامة العجلي في سبعمائة فارس ، فخرج إليه فلقيه فاقتتلوا ، فانهزم أبو ضرغامة ودخل قصر دقوقا فحصره أبو السرايا وأخرجه من القصر بالأمان وأخذ ما عنده من الأموال ، وسار إلى الأنبار وعليها إبراهيم الشروي مولى المنصور ، فقتله أبو السرايا وأخذ ما فيها ، وسار عنها ثم عاد إليها بعد إدراك الغلال فاحتوى عليها ، ثم ضجر من طول السري في البلاد فقصد الرقة ، فمرّ بطوق ابن مالك التغلبي وهو يحارب القيسيّة ، فأعانه عليهم وأقام معه أربعة أشهر يقاتل على غير طمع إلاّ للعصبية الربيعية على المضرية ، فظفر طوق وانقادت له قيس .
1 - الخرمية : طائفة تنسب إلى بابك الخرمي . 2 - عين التمر : بلدة قريبة من الأنبار غربي الكوفة ، وتشتهر بكثرة التمر . معجم البلدان : 4 / 176 . 3 - قال في معجم البلدان : 2 / 459 : داقوقاء : بفتح أوله وضم ثانيه ، وبعد الواو قاف أخرى وألف ممدودة ومقصورة ، مدينة بين إربل وبغداد معروفة .
407
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 407