نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 393
وبينا يسير زيد نحو المسجد الأعظم ، إذ طلع عليه عبيد الله بن العباس الكندي في أهل الشام والتقى معه على باب عمر بن سعد بن أبي وقاص ، فأراد الحملة عبيد الله وتكعكع مولاه سلمان وبيده اللواء ، فصاح به : احمل يا بن الخبيثة . فحمل عليهم ولم ينصرف حتى خضّب اللواء بالدم ، وضرب واصل الحناط عبيد الله وقال : خذها وأنا الغلام الحناط ، فلم تعمل فيه شيئاً . وقال عبيد الله : قطع الله يدي إن أكلت بقفيز أبداً . ثم ضرب الحناط فلم يصنع شيئاً واشتد القتال بينهم ، ولكثرة من قتل من أصحاب عبيد الله فرّ بمن بقي معه وانتهى إلى دار عمرو بن حريث ، وكانت في السبخة قريبة من المسجد الأعظم ، وأقبل زيد بأصحابه وانتهى إلى باب الفيل ، فأدخل أصحابه راياتهم من فوق الأبواب وهم يقولون : يا أهل المسجد أخرجوا إلى العزّ ، اخرجوا إلى الدين والدنيا ، فإنكم لستم في دين ولا دنيا . فأشرف عليهم أهل الشام يرمونهم بالحجارة من فوق المسجد . وفي عشية الأربعاء انصرف الريان بن سلمة إلى الحيرة ، وخرج زيد فيمن معه فنزل دار الرزق ، فأتاه الريان بن سلمة وقاتله هناك قتالا شديداً ، فخرج بعض أصحاب الريان وقتل منهم كثير وفرّ الباقون ، فتبعهم أصحاب زيد من دار الرزق حتى انتهوا إلى المسجد ، ورجع أهل الكوفة عشية الأربعاء بأسوأ حال . وفي صباح يوم الخميس الثاني من صفر ، بعث يوسف بن عمر العباس بن سعيد المزني صاحب شرطه في جماعة من أصحابه ، فأتوا زيداً وهو في دار الرزق ، فاقتتلوا هناك والطريق متضايق بخشب كثير للنجار ، وعلى ميمنة زيد وميسرته نصر بن خزيمة العبسي ومعاوية بن إسحاق الأنصاري ، فصاح العباس بأصحابه : الأرض الأرض . فنزلوا عن خيولهم واشتد القتال ، فضرب نائل بن فروة نصر بن خزيمة على فخذه وضربه نصر فقتله ، ولم يلبث نصر أن مات ، وقتل في هذه الصدمة من أصحاب العباس بن سعيد نحو من سبعين رجلا وفرّ الباقون ، وفي عشية الخميس عبّأ يوسف بن عمر أصحابه وسيرهم إلى زيد فاقتتلوا ، ثم كشفهم زيد إلى السبخة
393
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 393