نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 391
هؤلاء القوم ، فركب جعفر بن العباس الكندي في خمسين فارساً حتى انتهى إلى جبانة سالم السلولي ، فعرف موضعهم ورجع إليه ( 1 ) . وفي ليلة الأربعاء أول ليلة من صفر ، طلبوا زيداً في دار معاوية بن إسحاق بن زيد ابن حارثة الأنصاري فلم يجدوه ، لأنه خرج من دار معاوية في ليلة شديدة البرد والظلمة ، وأصحابه يستضيئون بالهرادي يشعلون فيها النار ، وما زالوا على هذا الحال طول ليلهم وشعارهم كأصحاب بدر : يا منصور أمت . وفي صباح يوم الأربعاء ، خرج يوسف بن عمر إلى تل قريب من الحيرة ، فنزل عليه ومعه جماعة من كبار قريش وأشراف الناس ، وبعث الريان بن سلمة الأراشي في ألفين وثلاثمائة من القيقانية ( 2 ) معهم النشاب ، قوة لصاحب شرطته العباس بن سعيد المزني ، وفي هذا اليوم بعث زيد القاسم بن كثير بن يحيى بن صالح بن يحيى ابن عزيز بن عمرو بن مالك بن خزيمة التنعي ( 3 ) ثم الحضرمي ، ورجلا آخر يقال له : صدام ، يناديان بشعارهما : يا منصور أمت ، فالتقيا مع جعفر بن العباس الكندي في صحراء عبد القيس واقتتلا معهم ، فقتل صدام وارتث القاسم فأسر وجئ به إلى ابن الصلت ، فكلمه فلم يرد عليه ، فأمر به فضربت عنقه على باب القصر ، فقالت ابنته سكينة ترثيه : عين جودي لقاسم بن كثير * بدرور من الدموع غزير أدركته سيوف قوم لئام * من أولي الشرك والردى والشرور سوف أبكيك ما تغنى حمام * فوق غصن من الغصون نضير لم يواف زيداً ممّن بايعه في هذا اليوم غير مائتين وثمانية عشر رجلا ، فقال زيد : سبحان الله أين الناس ؟ قيل : إنهم محصورون في المسجد الأعظم . قال : والله ما هذا لمن بايعنا بعذر . وسمع نصر بن خزيمة النداء ، فأقبل إليه ولقي عمرو بن عبد الرحمن صاحب
1 - تاريخ الطبري : 5 / 499 . 2 - نسبة إلى قيقان وهي بلاد قرب طبرستان . معجم البلدان : 4 / 423 . 3 - هكذا أورده في الطبري ، وفي المقاتل : ( التبعي ) ، والتبعي نسبة إلى بني تنع بطن من همدان ، وقيل : نسبة إلى تنعة مدينة قرب حضرموت .
391
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 391