نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 389
18 - سليمان بن خالد بن دهقان بن نافلة ، مولى عفيف بن معدي كرب ، عم الأشعث بن قيس لأبيه ، وأخوه لأمّه أبو الربيع بن الأقطع ، كان سليمان من رجال الشيعة ومحدّثيها ، روى الحديث عن أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله الصادق ( عليهما السلام ) ، خرج مع زيد ولم يخرج من أصحاب أبي جعفر ( عليه السلام ) معه غيره ، ولمّا أُسر أُتي به إلى يوسف بن عمر الثقفي ، فقطع يده ، فقيل له : الأقطع . مات في حياة الصادق ( عليه السلام ) فتوجّع لفقده ، ودعا لولده وأوصى بهم أصحابه ، وكان لسليمان كتاب رواه عن عبد الله بن مسكان ( 1 ) . هذا ما وقفنا عليه من موافقة فقهاء الكوفة على هذه النهضة التي ذكّرت الناس جور الخلفاء ، ولم يمنع أولئك الفقهاء من الخروج معه إلاّ تخاذل الناس عنه وخوف السلطان ، وكان الأعمش يقول : لولا ضرارة بي لخرجت معه ، والله ليخذلنّه أهل العراق وليسلمنّه كما فعلوا بجدّه وعمّه ( 2 ) . لم يزل هشام بن عبد الملك منذ عرف بقاء زيد في الكوفة ، يبعث إلى العامل يوسف بن عمر الثقفي الرسل والكتب ، يستحثه فيها على إخراج زيد من الكوفة ، لئلاّ يبايعه أهلها ، فإنه الجذّاب للقلوب بعلمه وورعه ولسانه ونسبه . وبعد أن وقف الوالي على الكتب وفهم رأي الخليفة ، طلب زيداً طلب الخرزة ، وكتب إلى عامله على الكوفة - الحكم بن الصلت من آل بني عقيل - وهو يومئذ بالحيرة يأمره بطلب زيد ، فخفي على الحكم موضعه ، فدسّ مملوكاً خراسانياً ألكن ( 3 ) وأعطاه خمسة آلاف درهم وأمره أن يلطف ببعض الشيعة فيخبره أنه قدم من خراسان حبّاً لأهل البيت وأن معه مالا يريد أن يقوّيهم به . فلم يزل المملوك يلقى الشيعة ويخبرهم عن المال الذي معه ، حتى أدخلوه على زيد فسلمه المال ثم خرج من عنده وأعلم يوسف بن عمر بموضعه ( 4 ) .