نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 351
فخرج إبراهيم وأصحابه حتى أتى قومه واجتمع إليه جلّ من كان أجابه ، وسار بهم في سكك المدينة ليلا طويلا ، وهو يتجنب المواضع التي فيها الأمراء الذين وضعهم ابن المطيع ، فلمّا انتهى إلى مسجد السكون أتاه جماعة من خيل زجر بن قيس الجعفي ليس عليهم أمير ، فحمل عليهم إبراهيم فكشفهم حتى أدخلهم جبانة كندة وهو يقول : اللهم إنك تعلم أنّا غضبنا لأهل بيت نبيّك وثرنا لهم فانصرنا على هؤلاء . ثم رجع إبراهيم عنهم بعد أن هزمهم ، ثم سار إبراهيم حتى أتى جبانة أثير فتنادوا بشعارهم ، فوقف فيها فأتاه سويد بن عبد الرحمن المنقري ، ورجا أن يصيبهم فيحظى بها عند ابن مطيع ، فلم يشعر به إبراهيم إلاّ وهو معه فقال إبراهيم لأصحابه : يا شرطة الله انزلوا فإنكم أولى بالنصر من هؤلاء الفسّاق الذين خاضوا في دماء أهل بيت نبيّكم . فنزلوا . ثم حمل عليهم إبراهيم حتى أخرجهم إلى الصحراء فانهزموا ، فركب بعضهم بعضاً وهم يتلاومون ، وتبعهم حتى أدخلهم الكناسة ، فقال لإبراهيم أصحابه : اتبعهم واغتنم ما دخلهم من الرعب . فقال : لا ، ولكن نأتي صاحبنا يؤمن الله بنا وحشته ويعلم ما كان من نصرنا له فيزداد هو وأصحابه قوة ، مع أني لا آمن أن يكون قد أوتي . ثم سار إبراهيم حتى أتى باب المختار ، فسمع الأصوات عالية والقوم يقتتلون ، وقد جاء شبث بن ربعي من قبل السبخة ، فعبأ له المختار يزيد بن أنس ، وجاء حجّار ابن أبجر العجلي فجعل المختار في وجهه أحمر بن شميط ، فبينما الناس يقتتلون إذ جاء إبراهيم من قبل القصر ، فبلغ حجاراً وأصحابه أن إبراهيم قد أتاهم من ورائهم ، فتفرقوا في الأزقة قبل أن يأتيهم ، وجاء قيس بن طهفة النهدي في قريب من مائة وهو من أصحاب المختار ، فحمل على شبث بن ربعي وهو يقاتل يزيد بن أنس ، فخلى لهم الطريق حتى اجتمعوا ، وأقبل شبث إلى ابن مطيع وقال له : اجمع الأمراء الذين بالجبانين وجميع الناس ، ثم أنفذ إلى هؤلاء القوم فقاتلهم ، فإن أمرهم قد قوي وقد خرج المختار وظهر واجتمع له أمره . فلمّا بلغ قوله المختار خرج في جماعة من أصحابه حتى نزل في ظهر دير هند في السبخة ، وخرج أبو عثمان النهدي فنادى في شاكر وهم مجتمعون في دورهم
351
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 351