نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 321
الحديث سرّاً ، فقال له جويرية : يا أمير المؤمنين ، إني رجل نسّاء . فقال : « أنا أعيد عليك الحديث لتحفظه » ، ثم قال في آخر ما حدّثه إياه : « يا جويرية أحب حبيبنا ما أحبنا ، فإذا أبغضنا فأبغضه ، وأبغض بغضنا ما أبغضنا ، فإذا أحبنا فأحبه » . قال : فكان ناس ممّن يشك في أمر عليّ ( عليه السلام ) يقولون : أتراه جعل جويرية وصيه كما يدّعي هو من وصية رسول الله ؟ قال : يقولون ذلك لشدة اختصاصه له ، حتى دخل على عليّ ( عليه السلام ) يوماً وهو مضطجع وعنده قوم من أصحابه فنادى به جويرية : أيها النائم استيقظ فلتضربن على رأسك ضربة تخضب منها لحيتك . قال : فتبسّم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ثم قال : « وأحدثك يا جويرية بأمرك ، أما والذي نفسي بيده لتعتلن ( 1 ) إلى العتل الزنيم وليقطعن يدك ورجلك وليصلبنك تحت جذع كافر » . قال : فوالله ما مضت الأيام على ذلك حتى أخذ زياد اللعين جويرية فقطع يده ورجله ، وصلب إلى جانب ( جذع ) ابن معكر ، وكان جذعاً طويلا فصلبه على جذع قصير إلى جانبه ( 2 ) . كان زياد بن أبيه ممّن نصب العداء لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وكان يتتبع أصحاب عليّ ( عليه السلام ) وهو بهم أبصر فيقتلهم تحت كل حجر ومدر ، وكان عبد الرحمن بن حسان العنزي من أصحاب علي ( عليه السلام ) ، أقام بالكوفة يحرّض الناس على بني أمية ، فقبض عليه زياد وأرسله إلى الشام ، فدعاه معاوية إلى البراءة من عليّ ( عليه السلام ) فأغلظ عبد الرحمن في الجواب ، فردّه معاوية إلى زياد فقتله سنة 51 ( 3 ) .
1 - تعتلن : أي يؤخذ بمجامعك وتجر جراً عنيفاً . لسان العرب : 11 / 423 . 2 - الارشاد : 1 / 322 ، شرح نهج البلاغة : 2 / 290 - 291 ، معجم رجال الحديث : 5 / 152 ، وفي بعض المصادر : ( ابن مكعبر ) ، بدل : ( ابن معكر ) ، وما بين القوسين أثبتناه من المصادر . 3 - تاريخ الطبري : 4 / 206 ، تاريخ دمشق : 8 / 26 ، النصائح الكافية : 84 .
321
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 321