نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 32
والوجه الثاني : وهو غير متجه ، أنه رآه من حين ما خلق آدم إلى زمان نبيّناً ، فعلى هذا الوجه لم يتجه ، لأن من خلق آدم إلى نبيّنا ستة آلاف بالاتفاق من المؤرخين وأهل السير والأخبار ، نعم إن فيما بينهم اختلافاً في الزيادة على الستة آلاف بمقدار من السنين ، فبعضهم يزيد مائة سنة وبعضهم أقل وبعضهم أكثر ( 1 ) . وقال السيد المذكور في رسالته : نقل أنه قد خطط ذلك المسجد أبو البشر آدم ( عليه السلام ) لما ذكر من حديث جبرئيل ( عليه السلام ) . ثم قال : ولا ينافي ما ذكرنا من أنه خطه آدم بناء على ما نقل واشتهر : أنه كان من ابتداء خلق آدم إلى زمان نبيّنا ( صلى الله عليه وآله ) ستة آلاف سنة أو قريب منها ، فلو كان المسجد مبنيّاً من زمانه ( عليه السلام ) لكان رؤية جبرئيل إيّاها من زمانه إلى زمان نبيّنا ( صلى الله عليه وآله ) اثنتي عشرة مرة ، وذلك لجواز كون الباقي ثماني وعشرين مرة أخرى في زمان خلافة الملائكة والجن قبل آدم ، وعمارته في زمانهما يمكن أن تكون بالعبادة أو مع البناء الظاهر . انتهى . فاتضح : أن مسجد الكوفة كان قبل خلق أبينا آدم ( عليه السلام ) بألوف من السنين ، وأنه كان قبل آدم معبداً للملائكة ولمن شاء الله من خلقه .
1 - انظر : تاريخ الطبري : 1 / 634 .
32
نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 32