نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 314
الأرض لأهلكتهم . فأخرج من بين يديه ( عليه السلام ) وأن الناس ينهشون لحمه بأسنانهم كأنهم سباع وهم يقولون : يا عدو الله ماذا فعلت أهلكت أمة محمد ( صلى الله عليه وآله ) وقتلت خير الناس ، وأنه لصامت لم ينطق ، فُذهب به إلى الحبس وجاء الناس إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقالوا له : يا أمير المؤمنين مرنا بأمرك في عدو الله لقد أهلك الأمة وأفسد الملة . فقال لهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « إن أنا عشت رأيت فيه رأيي وإن هلكت فاصنعوا به كما يصنع بقاتل النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، اقتلوه ثم حرّقوه بعد ذلك بالنار » . قال : فلمّا قضى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) نحبه وفرغ أهله من دفنه جلس الحسن ( عليه السلام ) وأمر أن يؤتى بابن ملجم فجيء به ، فلمّا وقف بين يديه قال له : « يا عدو الله قتلت أمير المؤمنين وأعظمت الفساد في الدين » . ثم أمر به فضربت عنقه واستوهبت أم الهيثم بنت الأسود النخعية جثته منه لتتولى إحراقها ، فوهبها لها فأحرقتها بالنار ، وفي أمر قطام وقتل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول ابن أبي مياس المرادي : فلم أر مهراً ساقه ذو سماحة * كمهر قطام من فصيح وأعجم ثلاثة آلاف وعبد وقينة * وضرب علي بالحسام المسمم ولا مهر أغلى من علي وإن غلا * ولا فتك إلاّ دون فتك ابن ملجم وأمّا الرجلان اللذان كانا مع ابن ملجم في العقد على قتل معاوية وعمرو بن العاص ، فإن أحدهما ضرب معاوية وهو راكع فوقعت ضربته في أليته ونجا منها ، وأخذ وقتل من وقته ، وأمّا الآخر فإنه وآفى عمرواً في تلك الليلة وقد وجد علة فاستخلف رجلا يصلي بالناس يقال له : خارجة بن أبي حبيبة العامري ، فضربه بسيفه وهو يظن أنه عمرو فأخذ وأتي به عمرواً فقتله ، ومات خارجة في اليوم الثاني ( 1 ) .