نام کتاب : تاريخ الكوفة نویسنده : السيد البراقي جلد : 1 صفحه : 228
فهؤلاء الذين توطنوا الكوفة ، وهم زهاء 400 بطن . قال لوط بن يحيى الأزدي ، وعبد الله بن العلا ، وأبو الحسن البكري وغيرهم : إنه كان بالكوفة ثلاثمائة وستون قبيلة وأربعمائة راية . أمّا الأشعريون منهم : فإنهم هاجروا من الكوفة وتوطنوا بلدة قم من بلاد إيران ، وكان السبب في ذلك : أنه لمّا قتل الحجاج بن يوسف الثقفي محمد بن السائب بن مالك الأشعري ، هرب الأشعريون من سطوته وسكنوا بلدة قم ، وأسسوا فيها النوادي العلمية ، وازدهرت بهم البلدة ، وبثوا فيها الآثار الدينية ( 1 ) . قال العلاّمة المجلسي في السماء والعالم من البحار : كان أكثر أهل قم من الأشعريين . وروى فيه وفي تاريخ قم عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : « اللهم اغفر للأشعريين صغيرهم وكبيرهم » . وقال ( صلى الله عليه وآله ) : « الأشعريون مني وأنا منهم » ( 2 ) . وإن أول من أظهر التشيع في بلدة قم منهم : موسى بن عبد الله بن سعد الأشعري ، وقد ورد أنه قال الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) أنه قال لزكريا بن آدم بن عبد الله بن سعد الأشعري : « إن الله يدفع البلاء بك عن أهل قم كما يدفع البلاء عن أهل بغداد بقبر موسى بن جعفر ( عليه السلام ) » ( 3 ) . وهم الذين اشتروا من دعبل الخزاعي - الشاعر الشهير - ثوب الإمام الرضا ( عليه السلام ) الذي أكرمه إياه بألف درهم من الذهب . وقد ورد عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) أنه قال لعمر بن عبد الله الأشعري : « أظلك الله يوم لا ظل إلاّ ظله » ( 4 ) . والأخبار في فضلهم كثيرة تجدها في السماء والعالم من البحار ، وفي تاريخ قم وغيرها .